على قاعدة أن الأسهم الممتازة وحدها لا تشفي غليل المستثمر
الأسهم الصغيرة تعود إلى دائرة الضوء.. بعد نفق 2006 المظلم


07/04/2007 كتب محمد الاتربي:
البحث الدائم عن الربح طبيعة وسمة من سمات الأسواق الرأسمالية، ويفرض تنقلا مستمرا بين الأسهم والقطاعات وقراءة لتحركات الشركات ومراقبة لنشاطاتها، وتقييما لمستقبلها، وأمورا عديدة أخرى.
في ضوء معادلة البحث عن الأسهم التي يمكنها أن تحقق لأي مستثمر هدفه الرئيسي وهو جني الأرباح وتعظيمها قدر المستطاع، برزت تحولات عدة في السوق أفرزتها جملة ظروف فرضت نفسها على الشركات تارة وعلى المستثمرين تارة أخرى. فهناك من يدعو للتركيز الجماعي على مجموعة من الأسهم المنتقاة وهي تسمى بالسلع الممتازة.
فهي مستهدفة من الصناديق والمحافظ وكبار المستثمرين وصغارهم، مقابل قاعدة عريضة من الشركات والأسهم التي لا تحظى بتوصيات لأنها وبعد تراجع السوق العام الماضي أصبحت بلا أداء مشجع، ولا معدلات دوران مقبولة ولا توزيعات مقنعة، إلا ان متغيرات السوق توجد دائما واقعا جديدا للأسهم الصغيرة والرخيصة، حيث أحيانا لا تعد قاعدة الدهن في العتاقي هي السائدة فقط... بل من الأسهم الرخيصة خير أيصا.
فمع وصول قاعدة أسهم ال 'V.I.P' إلى مستويات أسعار قياسية بدأت رحلة البحث عن فرص جديدة باستهداف الأسهم الصغيرة لعدة عوامل وأسباب:
1- قابلة للاستحواذ
انفتحت شهية الشركات الكبيرة والمجاميع الاستثمارية على عمليات صفقات الاستحواذ على الأسهم الصغيرة ما يفتح باب الارتقاء بأدائها.
2- جيدة.. بلا هوية
عدد كبير من السلع الصغيرة تملك مقومات الشركة الناجحة لكنها تحتاج إلى هوية أو مجموعة تنتمي إليها تساعدها على تفعيل دورها ونشاطها لتنتج عوائد وأداء مجزيا للمساهمين.
3- الصناديق تقبل عليها
بعض الصناديق والمحافظ اتجهت للاحتفاظ بكميات من السلع الرخيصة كاستثمار طويل الأجل، استنادا إلى مستقبل واعد ينتظر تلك الأسهم.
4- تجربة ناجحة
عدد من الاسهم الصغيرة والرخيصة كانت التجربة معها خلال الاشهر الماضية ناجحة بالنسبة للارباح التي تحققت من ورائها، سواء نتيجة تحسن ادائها السوقي او اعادة هيكلة نشاطها ودخولها في مشروعات واعمال وشراكات مع كيانات كبرى سواء بالداخل او الخارج.
5- مستقبل واعد لبعضها
يرى مديرو الاستثمار ان هناك مستقبلا لنوعية محددة ذات مواصفات خاصة من الاسهم الصغيرة والرخيصة ستنعكس على سعرها السوقي وادائها، اكثر من غيرها من الاسهم، خصوصا انها قابلة للتغير والتعديل وتحديد هوية استثمارية كل شركة بحسب نشاطها ومن ثم اطلاقها للعمل والربح.
6- صعودها كبير وكلفتها منخفضة
هامش الصعود والارتفاع لسعر تلك الاسهم السوقي كبير، وكلفة الاستثمار فيها منخفضة، غير ان مستقبلها وخططها تنبئ بقفزات ايجابية مستقبلا.
المعادلة تتغير
في المقابل فإن الاسهم الممتازة تدخل تدريجيا مرحلة التباطؤ، وان كانت تبقى دائما وابدا الملاذ الآمن لكل الاوقات والازمات، لكن جملة اسباب اخذت تغير نسبيا قاعدة الثبات على سهم او اسهم محددة هي:
- ان التركيز استمر لفترات طويلة بل لسنوات على الاسهم الممتازة دون غيرها من الاسهم، من جانب الصناديق والمحافظ، وارتفعت اسعارها بشكل كبير بحيث لم تعد مرنة التدوير والتداول.
- باتت العوائد عليها لا تقنع الكثيرين مقارنة بأسهم اخرى رخيصة وأقل كلفة في الاستثمار فيها. رغم اختلاف درجة الامان والثقة.
- يرى مراقبون ان التغير في سلوك المستثمرين، كسر قاعدة الزواج الابدي للسلع الممتازة، وبرز نهج آخر وهو تحقيق معادلة بين الاستثمار بجزء في اسهم ممتازة يضمن متوسطا عاما لرأس المال، والجزء الآخر للتنقل بين مختلف الاسهم ما بين استثمار قصير ومتوسط الاجل، بهدف تحقيق عوائد افضل بكلفة اقل وبأسرع وقت ممكن.
- يرى المستثمرون ان الاسهم الممتازة اصبحت كالسند او الصك، سلعة مضمونة مأمونة ومحصنة ضد تقلبات الزمن وعوامل التعرية في الاسواق، وبالتالي اذا اردت تعظيم العوائد فلا بد من البحث واكتشاف فرص جديدة اخرى ذات مستقبل واعد اخذت طريقا صحيحا لتحسين ادائها وتنويع مصادرها وبناء اصول مدرة للدخل.
ظاهرة 2007
تذكر مصادر مالية مراقبة ان ظاهرة العودة الى الاسهم الصغيرة برزت بشكل واضح خلال الربع الاول من 2007 لأن عدة مجموعات وفقا لاستراتيجيات وخطط مسبقة نفذت عمليات استحواذ بعضها باتفاق واخرى بالشراء المباشر حتى السوق، وفقا لرؤية خاصة لتلك الشركات تهدف لوضعها في دائرة الضوء اما محليا او اقليميا عبر تخصيصها كأذرع.
انفتح باب التعاون والتحالفات بشكل واضح ايضا خلال الربع الاول من 2007، بعد ان ظل خلال العام الماضي مغلقا خوفا من الأسهم الورقية، في المقابل كانت هناك مفاوضات اتفاقات شفهية اثمرت في بداية 2007 عن عودة الاهتمام بالاسهم الصغيرة.
تبادل الملكيات بشكل استراتيجي وبمعدلات تؤكد النظرة الاستثمارية طويلة الأجل، شجع قاعدة عريضة من المستثمرين على الاستثمار في أسهم اسعارها السوقية متدنية املا في ان تحقق على المدى المتطور اداء ايجابيا.
أداء يفوق العائد
وبمراجعة سريعة لأداء الشركات على صعيد الأسعار السوقية، فإن اكثر من 30 شركة من الشركات الصغيرة والرخيصة حققت قفزات كبيرة تراوحت ما بين 19 و70% في اسعارها خلال الربع الأول. وإذا ما افترضنا ان اقل شركة منحت المستثمرين عائدا على الاستثمار نتيجة التوزيعات عن 2006 بمقدار 1 إلى 9% فقط، مضافة الى التغير في اسعار الأسهم الذي تراوح ما بين 19 و70%، فإن المعادلة النهائية للعائد خلال ربع فقط يتراوح ما بين ال 20 و79%، وتعتبر تلك المعدلات الأعلى بحسب ما تؤكده المصادر المالية على صعيد اي سوق مالي في المنطقة.

مقارنة بين الممتاز والرخيص
تبقى في النهاية خاصية للاستثمار والاختيار بين السلع الممتازة والاسهم ذات المستقبل اوالتي تتلمس الطريق للقمة وفق هذه المعادلات:
ان الأولى مضمونة رأس المال بنسبة تصل إلى 100%، عائدها جيد نسبيا. ودوران وسائلية أسهمها مطلقة في كل الأوقات.
اما الأسهم الرخيصة او فيها نسبة مخاطر، فلا يمكن اغفالها، وعوائدها ونموها السريع تستحق المخاطرة خصوصا التي اتضحت هويتها من خلال ثلاثة عناصر:
التحالف مع مجموعة ضخمة، أو الاستحواذ عليها في مجموعة كبيرة، أو اعادة هيكلتها من جانب الملاك.

ماذا وراء عدم التوزيع؟
لفت المراقبون الى لجوء بعض الشركات الى عدم توزيع ارباح لاسباب عدة اهمها عدم مقدرتها بالفعل على توزيع الارباح ،كما ان الاسهاب السابق في توزيع المنح اثر كثيرا في الشركة.

معاييرنا ومعاييرهم
اكد بعض المراقبين على ضرورة الالتفات للمعايير المطبقة في الاسواق العالمية المتقدمة بالنسبة لموضوع التوزيعات، حيث تعتبر هذه الاسواق ان التوزيعات النقدية هي الاساس الذي يتم الحكم من خلالها، وليس توزيعات المنحة التي يجب ان تتم في اضيق الحدود بينما في الكويت حدث ولا حرج.