تركيز مرجح على الأسهم التشغيلية التي أعلنت عن توزيعات ونتائج جيدة
توقعات بصعود البورصة بدعم من فتح باب التظلمات ضد تحييد الأسهم


كتب ناصر الخالدي:

اختتم مؤشر سوق الكويت للاوراق المالية تداولاته خلال الاسبوع الماضي مرتفعا بنسبة %2.4 حسب مقياس مؤشر جلوبل ليغلق عند مستوى 9643 نقطة في تداولات اتسمت بالانتقائية والتذبذب، وجاء هذا الارتفاع «الخجول» الذي لم يتجاوز الـ 11 نقطة قياسا باغلاق المؤشر للاسبوع الذي سبقه ليؤكد استمرار عمليات الضغط والتجميع على بعض الاسهم اضافة الى استمرار فلسفة الفرز والغربلة التي بدأها معظم الصناديق الاستثمارية الرئيسية بالسوق ولم تنته منها بعد.
كما اتسمت تداولات الاسبوع الماضي بارتفاع كمية الاسهم المتداولة والقيمة النقدية وان مالت الى التفاوت والتباين في بعض الاحيان، كما استمرت عمليات الشراء على الاسهم التشغيلية التي قادت السوق بدورها الى الاستقرار والارتفاع المحدود، حيث ساهم هذا الزخم في ارتفاع القيمة السوقية للاسهم المدرجة لتصل الى 42.1 مليار دينار مقابل 21.2 مليارا في تداولات الاسبوع السابق.

السوق.. والبداية الوشيكة

ولن تكتمل هذه البداية سوى بتضافر الجهود وانتهاء النزاعات والقضايا العالقة التي تؤرق السوق وتحد من عودته لنشاطه المعهود، كما ان هذه العودة المأمولة لن تتجسد كحقيقة ما لم تبتعد بعض الصناديق الاستثمارية والمحافظ المالية عن لعب دور صغار المتداولين وان تبتعد عن المضاربات الرخيصة وتعود لدورها الحقيقي المناط بها كصانع سوق يحمي البورصة.

تذبذب.. وبوادر إيجابية

بالرغم من تذبذب المؤشر في تداولات الاسبوع الماضي وارتفاعه الخجول في نهاية تداولات الاربعاء الماضي الا ان ثبات القيمة النقدية المتداولة عند متوسط الـ 65 مليون دينار تعتبر نقطة ايجابية لصالح مستقبل التداولات، حيث يرى المراقبون ان الاستمرار في عمليات الانتقاء على بعض الاسهم التشغيلية والواعدة وخصوصا تلك التي اعلنت عن توزيعات قياسية سيقابلها في المستقبل انتقال اتوماتيكي الى الاسهم التابعة او المرتبطة بها وكذلك من المتوقع ان تقوم الصناديق الاستثمارية بعملية تدوير مرحلي للسيولة الموجودة الى مجموعة جديدة من الاسهم وان كان بعضها بقصد المضاربات اليومية، كما لوحظ عدم وجود عمليات بيع مكثفة او مقلقة على اي من الاسهم خلال تداولات الاسبوع الماضي باستثناء عمليات البيع على بعض اسهم المجموعة الدولية.
استئثار بعض الاسهم التشغيلية كالهواتف وبيتك والوطني والاتصالات واجيليتي بمعظم التداولات الى جانب الارتفاع اليومي لعمليات الشراء عزز من النظرة الاستثمارية بالسوق مستقبلا واضاف نوعا من الزخم والاهتمام باهمية التركيز على اسهم الاستثمار والابتعاد عن الاسهم ذات الاداء التقليدي وهي متوافرة وبكثرة في السوق الكويتي وفي قطاعي الاستثمار والعقار تحديدا.
التوقعات بدخول سيولة جديدة سيضيف نوعا من القوة والاستمرارية لمستقبل التداولات مما سيعزز الثقة بالسوق مستقبلا وان كانت هذه التوقعات لاتزال في موضع الدراسة حسبما تشير مصادرنا التي تؤكد ان بقاء بعض مديري الصناديق رهن الخوف من المستقبل واستمراره بالاحتفاظ بـ «الكاش» بات عذرا غير منطقي ولا يتناسب مع اسلوب الاستثمار الحديث، وخصوصا ان بعض تلك الصناديق محسوبة على الهيئة العامة للاستثمار وهي جهة يناط بها تعزيز الاستثمار بالبلد قبل أي شيء.

التوقعات

من النقاط الايجابية التي نرى انها ستمثل جانب دعم ودفع للسوق مستقبلا الانباء حول توجه لجنة السوق لفتح ملف التظلمات بشأن الاسهم المحيدة وألمحت إلى امكانية الغاء قرار التحييد مستقبلا والنظر في جميع تلك التظلمات لبت القرار المناسب حولها.
كما نرى ان استمرار الحكومة بمعالجتها قضايا الشركات المخالفة لنظام الـ B.O.T وبوادر الوصول لصيغ توفيقية بشأن تلك الشركات سيكون عاملا رئيسيا ودافعا ايجابيا لصالح الاستثمار والاقتصاد الوطني الذي يحتاج بالوقت الحالي لكل عوامل التشجيع والاهتمام بدلا من هروبه للخارج.
من المتوقع ان تستمر عوامل الدفع بالسوق مع استمرار التركيز على الاسهم التشغيلية والاسهم التي اعلنت عن نتائج وتوزيعات قياسية حيث ترى المصادر ان اسهم «الهواتف ـ بيتك ـ اجيليتي ـ مزايا ـ الخرسانة ـ مشاعر ـ التمويل الخليجي» مازالت مؤهلة لقيادة السوق خلال تداولات هذا الاسبوع وذلك قياسا لتوزيعاتها القياسية المعلنة او المرتقبة اضافة الى التوقعات بتحقيقها لنتائج ايجابية خلال الربع الاول للعام الحالي.
استمرار المضاربات على الاسهم الرخيصة مع عدم استبعاد عمليات جني الارباح بأية لحظة لتتوجه السيولة للاسهم التشغيلية او للمضاربة على مجموعة جديدة من الاسهم.
بحالة صحة التسريبات والتوقعات عن عزم الحكومة طي ملف شركات الـ B.O.T خلال هذا الاسبوع فان مجموعة اجيليتي مرشحة لقيادة السوق خصوصا في ظل توقعات تشير الى توزيعات قياسية لبعض اسهم المجموعة اضافة الى تحقيق السهم لارباح قد تتجاوز الـ 230 فلسا، كما ان السوق سيكون مهيأ لتلك الانطلاقة بعد الزخم الكبير الذي شهدته بعض الاسهم التشغيلية مؤخرا.