إصدارات السندات تثير حفيظة البنوك




توقع بعض المصرفيين، وقوع متاعب جمة، غداة صفقة السندات، التي أبرمت بعدة مليارات من الدولارات في أسواق الائتمان منذ أسابيع عدة. وإذا هل يعقل أن تستوعب السوق إصدارات بثلاثة مليارات دولار، لمدة عشرة سنوات، من كي اف دبليو بنك التنمية الألماني، وانفستمنت بانك الأوروبي، في طور واحد؟


وما زاد الطين بلة، توجه الوكالتين الأميركيتين فاني ماي وفريدي كاماك، لجمع ثلاثة مليارات دولار لكل منهما بفترة الاستحقاق ذاتها وهي عشر سنوات غير أن الإصدارات الأربعة، شهدت اكتتاباً فاق التوقعات، مما أظهر قوة سوق الائتمان وعمقها باختصار، لقد تمكنت السوق من امتصاص سندات قيمتها 12 مليار دولار، بفترة استحقاق مدتها عشر سنوات.


من مصدرين كبار، دون أن تحدث بلبلة. وفي هذا الصدد قال جون وينتر رئيس الصيرفة الاستثمارية الأوروبية في باركليز كابيتال ان موسم الإجازات كان أشبه بمطب لتخفيف السرعة. بيد أن الأمور عادت الآن إلى مجاريها. ومضى قائلاً: إنه وفي الوقت الذي لا يستغرب فيه رؤية مصدرين سياديين متعددي الجنسية، ووكالات تجارية في السوق في هذا الوقت المبكر من العام، فمن غير المعتاد رؤية إصدارات بهذا الحجم الكبير، وفترة استحقاق طويلة بهذا الوقت المبكر. وبالمقارنة مع سنوات سابقة، فإن هناك سيولة غير مسبوقة، واستعداداً للمخاطرة في السوق اليوم.


فهناك شريحة من المستثمرين ينضوي تحت لوائها صناديق تحوطية، وبنوك مركزية تبحث عن مخاطر ذات تسعيرات معقولة. ولقد اتسمت سوق اليورو بنشاط بعض الصفقات الكبيرة، من رابوبانك، البنك الهولندي، والنمسا، اللذين جمعا 3 مليارات يورو، ما يوازي 88, 3 مليارات دولار، فيما جمعت اليونان وبلجيكا 5 مليارات دولار، حيث جمعت الصفقة البلجيكية 16 مليار يورو في غضون ساعات.


ويعتقد بعض المصرفيين، أن كثيراً من الشركات الصناعية، مولت احتياجاتها نهاية العام الماضي، على خلفية استغلالها للظروف التحويلية المثالية التي اتسمت بانخفاض أسعار الفائدة ووفرة السيولة، وهو الأمر الذي يبرر غيابها طويلاً عن السوق ويعتقد بعض المصرفيين أن المؤسسات التجارية تنتظر نتائج التعاملات نهاية العام.


ومع ذلك فثمة إجماع شبه تام على أن ذلك هو مجرد طفرة ليس إلاّ، مع استمرار الاندماجات والاستحواذات في دفع الأسواق. وعلى هذا الصعيد، قال وينتر، ان المؤسسات التجارية إذا ما دخلت الأسواق لأغراض تمويلية، فلابد أن شيئاً ما يدفع ذلك، وهو بلا شك الاندماج والاستحواذ.


ومضى وينتر قائلاً: حتى لو أننا شهدنا انجاز بعض الصفقات المعلن عنها في عام 2006، فإننا ولابد أن نشهد إصدارات سندات مهمة، فيما يبدو ان سوق الاندماجات والاستحواذات ستواصل نشاطها عام 2007. ومن جهته يرى سوكي مان، خبير استراتيجية الائتمان في اس جي سي آي بي، أن يساهم نشاط الاندماج والاستحواذ بتعزيز الإمداد التجاري إلى مستويات أعلى من العام الماضي.


وتوقع ان يتحفظ الإمداد التجاري في أوروبا ما بين 130 و150 مليار يورو في عام 2007، مقارنة بـ 126 ملياراً عام 2006. ومن جهة أخرى، فإن الاندماجات المحتملة هذا العام، تشمل ايبر درولا، شركة التوليد الاسبانية، وسكوتش باورو، وايون، شركة المرافق الألمانية، وانديسا منافستها الأسبانية، ونازداك البورصة الأميركية ـ وبورصة لندن، وغاز دوفرانس، شركة الغاز الحكومية، وسويز شركة الطاقة والمياه الفرنسية.


كما ستلعب شركات الاستثمار في الملكية الخاصة دوراً مهماً في دفع إصدارات الأسهم، بمخزونها الهائل من السيولة المخصص لعمليات الشراء أو زيادة حصصها في شركات مستهدفة.ويصر بعض المحللين، ان السوق قد ارتفعت أسعارها، على خلفية أبناء سارة، بحيث وصلت ارتفاعات كبيرة، لابد لها من معاودة الانخفاض. ويشيرون إلى معدلات وهمية، وصلت ذروتها، وأسعار فائدة يتوقع ان ترتفع في أوروبا، كعوامل كفيلة بإفساد التفاؤل.ومع ذلك، فإن جاي ستير استراتيجي الائتمان في اس جي سي آي بي، أن أي عملية بيع، ستوفر فرصة للثراء.