الصين في المُقدمة بفضل سيداتها

بات واضحاً أن المركز الأول في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة في الدوحة، من نصيب الصين، فعدد الميداليات التي حصلت عليها حتى بداية اليوم التاسع من الدورة وصل إلى 175 ميدالية، منها 96 ذهبية، 53 فضية، 26 برونزية.

الشيء الملفت للاهتمام في هذه الدورة – التي جذبت أنظار العالم- أن سيدات الصين في جميع الألعاب كن هن السبب المباشر لهذا التفوق الذي أظهرته البعثة الرياضية الصينية في ألعاب الدوحة 2006، ما يعني أن أولمبياد 2008 في بكين ستشهد ثورة رياضية تكمن في تزايد المنافسات بين الألعاب النسائية، للحصول على مزيد من الميداليات الذهبية لبلادهن، وبالتالي حسم الفوز بالمراكز الأولى.

وأظهرت سيدات التنين الصيني قدرة فائقة في العديد من الألعاب الفردية والجماعية، منها رفع الأثقال حيث حصدت الرباعات الصينيات جميع الميداليات الذهبية في ثلاثة أوزان .

وافتتحت وانغ مينغ غوان, بطلة العالم في أعوام 2002 و2003 و 2005 مهرجان الحصول على ذهب الأثقال منذ اليوم للمسابقة، حيث قامت برفع 206 كيلوغرام في وزن 48 كلغم سيدات, واحتلت الصدارة في الخطف والنتر.

كما تغلبت زميلتها الصينية هى لى بينغ - 18- عاماً- على التايلاندية جونبيم كونتاتين بفارق ثلاث كيلوغرامات لتفوز بالميدالية الذهبية فى وزن 53 كلغم سيدات، وقامت لى وهي بطلة العالم في عام 2005 برفع 224 كيلوغراماً.

الجودو

أما تونغ ون أشهر لاعبات الجودو في الصين ففازت بالميدالية الذهبية في وزن 87 كجم، التي أكدت أن الفوز هو الخطوة الأولى نحو الفوز بميدالية ذهبية في أولمبياد بكين 2008.

وما يُعضد القول بأن المُشاركة النسائية الصينية في البطولات وحصد أحد المراكز الثلاث الأولى ليس محل صدفة، ما قالته اللاعبة ون عندما فازت بذهبية الدوحة 2006 " لا أزال صغيرة السن، وما زال أمامي الكثير من الانجازات التي علي أن أحققها".

بدورها فازت اللاعبة يانغ شيو لي بالميدالية البرونزية عندما لم تتمكن من الفوز بذهبية الجودو في وزن 78 كيلو غرام.

تنس الطاولة

لا يمكن تخيل عدم صعود لاعبات صينيات لمنصة التتويج في رياضة تنس الطاولة، حيث ارتبطت اللعبة بالصين (رجال وسيدات)، وهذا ما رسخته في الأذهان لاعبة تنس الطاولة الصينية الأولى وانغ نان بحصولها على المركز الأول وتقلد الميدالية الذهبية في ألعاب العمر في الدوحة.

ثم جاء الدور على كوه يان، وكوه يويه اللتان تغلبتا على لاعبتا سنغافورة في المباراة النهائية، ليحصدن مزيداً من الذهب للصين.

الرماية

لا تقتصر الهيمنة النسائية الصينية على الألعاب الناعمة "السوفت" كما يُطلق عليها، لكنها تتعدى ذلك لتصل إلى ألعاب مثل الرماية، التي شهدت فوز البطلة الأولمبية الصينية تاو لونا بذهبية مسابقة الطبنجة الهوائية 10 م سيدات في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة.

تاو التي حققت المركز الأول برصيد 490.3 نقطة، مهدت الطريق لزميلتها كوه ون غون للفوز بفضية نفس المسابقة بمجموع نقاط 487.

أيضاً فازت الصينية وانغ تشنغ يى بالميدالية الذهبية في نهائي فردى الرماية للسيدات بالبندقية من مسافة 50 متراً من 3 أوضاع، وحصلت وانغ على 615.1 نقطة، فيما جاءت مواطنتها ليو بي في الترتيب الثالث لتنال البرونزية بعد أن سجلت 610.5 نقطة.

التايكواندو

في الألعاب القتالية، تبوأت اللاعبة الصينية وو جينغاي المركز الأول، لتحصل على الميدالية الذهبية.

الجمباز

في السياق ذاته، تهادت لاعبات الصين كالفراشات يعزفن أعذب الألحان الرياضية، ولما لا وبريق الذهب هو جل هدفهم وغاية أحلامهم، لذلك نجح فريق الجمباز الصيني للسيدات في الاحتفاظ باللقب للمرة التاسعة على التوالي في دورات الألعاب الآسيوية.

جمعت الصين 239.400 نقطة، متقدمة بـ10.850 نقطة على كوريا الشمالية التي فازت بالفضية بمجموع نقاط 228.550 نقطة، واحتلت اليابان المركز الثالث برصيد 225.950 نقطة.

كانت الحركات الرائعة للاعبات الصين على عارضة التوازن هي الطريق الأسرع نحو البعد بالصدارة عن اللاعبات الكوريات.

وبرزت الصينية تشنغ في، بطلة العالم ثلاث مرات، في الدورة عندما نالت الميدالية الذهبية التاسعة لمنتخب الصين من تسع دورات ألعاب آسيوية.

الشطرنج

عندما فشلت الصين في الاحتفاظ بذهبية الشطرنج السريع، التي نالتها اللاعبة الهندية هامبي كونيرو برصيد 8 نقاط، لم تتنازل اللاعبة الصينية تشو زهاو عن الميدالية الفضية التي نالتها برصيد 7.5 نقاط.

البلياردو والسنوكر

على صعيد متصل، ورغم الانتشار الكبير لرياضة البلياردو في العالم العربي، إلا أن ذلك لم يمنع فتيات الصين من تبوأ الصدارة فيها في دورة ألعاب الدوحة 2006، فجاء زوجي السيدات الصيني في المركز الأول.

المشي

في رياضة المشي أيضاً، حدث ولا حرج عن الصين، فقد فازت ليو هونغ بالميدالية الذهبية في مسابقة المشي للسيدات 20 كيلومتراً، مُسجلة زمناً قدره ساعة و32 دقيقة و19 ثانية، كما حققت مواطنتها هو دان الميدالية البرونزية في زمن قدره ساعة و34 دقيقة و 24ثانية.

التجذيف

وفي البحر كما على الأرض، تألقت الصينيات في سباقات التجذيف، وفزن بأربع ميداليات ذهبية في مسابقات التجذيف، بدأتها بالتجذيف الزوجي بمجذافين، عن طريق اللاعبتين تيان ليانغ ولي تشين.

فضلاً عن إحراز سيدات الصين للميدالية الذهبية في زوجي مسابقة السباحة الإيقاعية عن طريق الشقيقتين تنغتنغ جيانغ وونون جيانغ.

معجزة السباحة

تُعد معجزة السباحة الصينية ذات الـ21 ربيعاً، كيو آي هيو, هي أبرز اللاعبات الصينيات في ألعاب العمر، إذ فازت بثلاث ميداليات ذهبية في الدورة، واحدة في نهائي الـ400 متر فردي متنوع، وجاءت مواطنتها روي يو وصيفة لها, ثم فازت بذهبية نهائي الـ200 متر صدر, وحلت مواطنتها أيضاً نان ليو في الترتيب الثاني بالفضية، ثم ختمت بالفوز في نهائي سباق الـ200 متر متنوع فردي.

الدراجات الهوائية

كان لابد للانتصار الصيني النسائي، أن يكتمل برياضة مثل الدراجات، في ظل لياقة بدنية مرتفعة للغاية لدى لاعبات الصين في مختلف الألعاب، مقارنة بجميع لاعبات الدورة، فأحرزت لي مايفنغ ذهبية الدراجات الهوائية سباق طريق ضد الساعة، فيما حلت مواطنته زهاو نا في المركز الثاني في سباق على الطرقات.

التراياثلون

إذا كانت لاعبات الصين متفوقات في ألعاب البر والبحر، فإنهن أثبتن الكفاءة نفسها في رياضة التراياثلون، التي تجمع بين السباحة والدراجات والعدو، إذ أحرزت الصينية هونغني وانغ ذهبية المسابقة، بعدما نجحت في الحصول على الترتيب الثاني في السباحة والأولى في الدراجات والرابعة في الجري مُسجلة زمناً إجمالياً قدره 1,59,44,27 ساعة لتكون اللاعبة الوحيدة التي نزلت عن حاجز الساعتين.

الريشة الطائرة

في مسابقة الريشة الطائرة "البادمنتون" للزوجي المختلط، تمكنت سيدات الصين من التربع على المركزين الأول والثاني.

تحطيم الأرقام القياسية

لا يقتصر الأمر عند لاعبات الصين في الفوز بالميداليات، فبعضهن يلعبن وفي مخيلتهن الرغبة في تسجيل أرقام عالمية جديدة، كما فعلت الرباعة الصينية مو شوانغ التي حطمت الرقم العالمي المُسجل في وزن فوق 75 كلغم سيدات في رفعة الخطف، مُسجلة رقماً قياسياً جديداً برفعها 139كلغم وبينما كانت رباعة كوريا الجنوبية غانغ مي ران هي صاحبة الرقم القياسي العالمي 138 كلغم.

نفس الشيء فعلته وينكسيو زهانغ -20عاماً- بطلة آسيا عام 2005، حيث سيطرت على الساحة الآسيوية في منافسات رمي المطرقة في العامين الأخيرين، بالفوز بالميدالية الذهبية، ثم تحطيم الرقم القياسي المُسجل باسمها عام 2005.

سجلت زهانغ مسافة قدرها 74.15 متراً لتتخطى رقمها السباق بفارق بلغ 91 سنتيمتراً، بينما جاءت مواطنتها يوان غو صاحبة ذهبية بوسان عام 2002 وبطلة آسيا عام 2003 في الترتيب الثاني.

التجربة الصينية

على الرغم من تركيز الصين على الألعاب الفردية النسائية بشكل خاص، فإن ذلك لا يعني إهمال الألعاب الجماعية مثل كرة القدم وكرة اليد، والكرة الطائرة وكرة السلة وكرة الماء، فالصينيات في طريقهن لحسم المركز الأول في عدد من تلك اللعبات.

ولكن في النهاية يجب التوقف عند التجربة الصينية، المُتمثلة في صب الاهتمام وزيادة المعسكرات على الألعاب الفردية، فهي التي تحسم الترتيب النهائي في الدورات الكبرى مثل دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة في الدوحة حالياً، وأولمبياد بكين مستقبلاً.