مواجهة تاريخية بين الكوريتين في الدوحة

متابعة - بلال قناوي: قمة كروية اسيوية من نوع خاص تشهدها الدوحة ارض السلام والمحبة وعاصمة الرياضة في الشرق الاوسط تجمع الكوريتين.. كوريا الجنوبية مع كوريا الشمالية ضمن منافسات الدور ربع النهائي لمسابقة كرة القدم بدورة الالعاب الاسيوية الخامسة عشرة - الدوحة-2006 وهي المباراة التي استحوذت علي اهتمام العالم وليس القارة الاسيوية فقط لما فيها من معاني سامية تؤكدها دائما الرياضة التي كانت ولا تظل المكان الطبيعي لالتقاء الشعوب بعيدا عن الخلافات التي فرقت الشعوب ولم تنجح السياسة في تجميعها ونجحت الرياضة فقط في تحقيق ذلك علي ارض الدوحة التي شهدتا وللمرة الثانية في تاريخ الرياضة الاسيوية والعالمية دخول الكوريتين كبعثة واحدة في طابور العرض بحفل افتتاح العاب الدوحة- 2006 الدوحة للمرة الثانية ايضا تحتضن لقاء الكوريتين وكانت المرة الاولي في تصفيات كأس العالم 1994 وكان حدثا تاريخيا حيث كانت المرة التي التقت فيها الكوريتان في ذلك الوقت علي اقصي تقدير وتابع العالم اللقاء الذي كان نظيفا في كل شيء في اللعب النظيف وفي العلاقات الطيبة وفي الاداء الجيد من المنتخبين الذي تأهل منهما الجنوبي الي مونديال امريكا 1994.

من المؤكد ايضا ان لقاء اليوم الذي يبدأ في السابعة مساء علي ستاد احمد بن علي بالريان سيخطف انتباه العالم وانتباه القارة الاسيوية نظرا لاهمية المباراة ونظرا لرغبة المنتخبين في الفوز والوصول الي المربع الذهبي ولعدم وجود أي مجال للتعادل حيث تستمر المباراة لوقت اضافي في حالة استمرار التعادل ثم اللجوء لركلات الجزاء اذا استمر التعادل لتحديد الفائز والمتأهل الي الدور قبل النهائي للدورة تأهلت كوريا الجنوبية الي دور ربع النهائي بعد ان تصدرت مجموعتها الثانية برصيد 9 نقاط جمعتها بالفوز علي بنغلاديش وفيتنام والبحرين 3-صفر و2 - صفر و1- صفر ولم تخسر أي مباراة وسجلت 6 اهداف في 3 مباريات بواقع هدفين في كل مباراة.

اما كوريا الشمالية فقد تأهلت بعد ان تصدرت مجموعتها السادسة برصيد 7 نقاط ايضا حيث تعادلت مع سوريا سلبيا وفازت علي باكستان بهدف للاشيء واخيرا علي اليابان 2- 1 وسجلت 3 اهداف فقط واهتزت شباكها بهدف وحيد في المباراة الاخيرة امام اليابان .

وإذا كان تأهل (الجنوبية) امرا طبيعيا كونها اقوي منتخبات مجموعتها فإن تأهل (الشمالية) كان بمثابة مفاجأة كبيرة لاسيما وان التأهل جاء علي حساب فرق قوية في مجموعة قوية ضمت اليابان وسوريا.

والاكثر غرابة في تأهل (الشمالية) انه جاء عن جدارة واستحقاق وبعد الفوز علي (رأس المجموعة) او الكمبيوتر الياباني في الجولة الاخيرة والتي كانت مباراة فاصلة ونهائي بمعني الكلمة شهد كل انواع الاثارة والمتعة من الجانبين

لو نظرنا لتصنيف الكوريتين سنجد ان تصنيف (الجنوبية) افضل من جميع النواحي من (الشمالية) وهو ما يعني ان كفتها هي الارجح اليوم والاقرب الي الفوز لاسيما والكرة الكورية الجنوبية متطورة وهي من قمم الكرة في القارة

لكن ورغم كل ذلك فلا يوجد أي شيء مضمون ولو ان الامر ارتبط بتصنيف كل فريق لكانت اليابان اولي بالتأهل حيث يعد تصنيفها قاريا ودوليا افضل من كوريا الشمالية ومع ذلك خسرت ولم تفز .

من خلال المباريات السابقة التي لعبها كل فريق نستطيع القول ان الهجوم الكوري الجنوبي اقوي واكثر فعالية خاصة وخلفه خط وسط جيد وقوي قادر علي الوصول به وبسهولة المرمي، وهو امر لا تجده (الشمالية) والتي غالبا ما تنجح في تعويض هذه السلبية بالتسديد بعيد المدي وهو الامر الذي ساعدها علي اختراق الكمبيوتر الياباني وتعطيله ومن ثم التفوق عليه وهزيمته.