مسيرة شعلة الدوحة 2006 في القارة الآسيوية
أنهت شعلة دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشر (الدوحة 2006) مساء الجمعة احتفالية تاريخية وغير مسبوقة في جولتها الخارجية بعد أن أضاءت أركان القارة الآسيوية وألهبت مشاعر سكان اكبر قارة في العالم عبر مسيرة طويلة قطعت خلالها أكثر من 50 ألف كيلومترا.
وقد وحدت هذه الشعلة مشاعر سكان القارة من خلال مسيرتها التي بدأت في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر في الهند ثم واصلت رحلتها إلى كوريا واليابان والصين ومكاو وهونغ كونغ واندونيسيا وتايلاند وإيران إضافة إلى خمسة من دول مجلس التعاون الخليجي هي سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت ومملكة البحرين لتعود إلى قطر يوم السبت, وسيكون مرفأ مدينة الشمال أول محطاتها في البلاد.
وكان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني, رئيس اللجنة الاولمبية الأهلية القطرية ورئيس اللجنة المنظمة العليا للدورة قد قام في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي بإيقاد الشعلة في احتفالية حاشدة في نادي الغولف حضرها عدد كبير من الشخصيات, وضم الحفل فقرات ممتعه بدأت بوصول الشيخ تميم ثم عزف النشيد الوطني الذي ردده طلاب أكاديمية القادة, ثم تم عرض فيلمين وثائقيين عن الشعلة وسط عروض من الألعاب النارية.
وعقب إشعال المرجل الخاص بالشعلة قام 45 طالبا من أكاديمية القادة العسكريين بزيهم الرسمي بإشعال الفوانيس ووضعها على طاولات الضيوف البالغ عددهم 45 وهذا هو عدد الدول والأقاليم المشاركة في الدورة إيذانا ببدء أطول مسيرة تتابع في تاريخ الألعاب الآسيوية تعبر خلالها 14 دولة وإقليما بالقارة الآسيوية قاطعة أكثر من 50 ألف كيلومترا.
الهند
وقد غادرت الشعلة الدوحة في العاشر من تشرين الأول / أكتوبر متجهة إلى العاصمة الهندية نيودلهي بطائرة خاصة حفظت خلالها في فانوس زجاجي خاص لحمايتها.
كان في استقبال السفير الفخري للشعلة والوفد المرافق لدى وصوله إلى نيودلهي سوريش كلمادي رئيس اللجنة الاولمبية الهندية, وبدأت رحلتها في اليوم التالي بعد أن تم إشعالها من الشعلة الأم التي أشعلت للمرة الأولى في أول دورة للألعاب الآسيوية عام 1951 في نيودلهي المحفوظة في استاد داهيان تشاو الوطني في المدينة, وذلك بعد أن طافت شوارع العاصمة وشارك العديد من الرياضيين والفنانين والفرق الشعبية في حمل الشعلة دشنت في احتفال حاشد بذلك أطول مسيرة للشعلة في تاريخ الألعاب الآسيوية.
كوريا الجنوبية
وانتقلت الشعلة بعد ذلك إلى مدينة بوسان في كوريا الجنوبية في ثاني محطاتها حيث حظيت البعثة باستقبال دافئ وكان في مقدمة مستقبلي الشيخ جوعان عمدة بوسان نام سيك ورئيس بلدية المدينة كيم جو واحمد سيف المعضادي سفير دولة قطر لدى كوريا الجنوبية وعدد من كبار القيادات الرياضية الكورية.
وقد انطلقت احتفالات كوريا في كارنفال رياضي وشعبي رسمي ثم تم إيقاد الشعلة بواسطة احد أساطير الرياضة الكورية البطل الذهبي دو سانغ مون الحائز على ميداليتين ذهبيتين في اولمبياد أثينا 2004 ودورة بوسان 2002 في التايكوندو وسط أجواء احتفالية وفلكلورية بمشاركة الفرقتين الشعبيتين القطرية والكورية.
وشارك 63 رياضيا وشخصية من المجتمع الكوري في حمل الشعلة في مسيرتها في شوارع مدينة بوسان.
الفلبين
وحطت الشعلة في السادس عشر من تشرين الأول / أكتوبر في العاصمة الفلبينية مانيلا, المحطة الثالثة لمسيرتها الآسيوية حيث حظيت باستقبال حافل واهتمام شعبي كبير.
واستقبلت السيدة غلوريا أوريو الشيخ جوعان في اليوم التالي لوصوله والوفد المرافق في القصر الرئاسي حيث قامت بإيقاد الشعلة وسط مراسم احتفالية بحضور عدد من الأبطال الفلبينيين في مختلف الألعاب الرياضية, والذين شاركوا في حملها خلال مسيرتها في مانيلا.
اليابان
ووسط أجواء دافئة بمطار هيروشيما الدولي في اليابان, استقبل الشيخ جوعان والوفد المرافق لشعلة العاب الدوحة 2006 في العشرين من تشرين الأول / أكتوبر, وقد خطفت مسيرة الشعلة الأضواء في محطتها الرابعة بعدما انطلقت في اليوم التالي من حديقة السلام التذكارية في قلب مدينة هيروشيما بمشاركة من جانب الشعب الياباني يتقدمهم عمدة هيروشيما وعدد كبير من أبطال ونجوم الرياضة اليابانية حيث حملت في هذه المحطة رسالة سلام وقدمت المثل والنموذج من خلال مسيرتها الناجحة عندما امتزجت مع شعلة السلام العالمية في حديقة السلام التذكارية التي تضم متحفا يجسد ما ألحقته القنبلة الذرية التي ألقيت على المدينة في الحرب العالمية الثانية عام 1944 من دمار وخراب.
الصين
وعاشت العاصمة الصينية بكين المحطة الخامسة لمسيرة الشعلة في الثاني والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر يوما تاريخيا حافلا بتلاقي الثقافات والحضارات عندما استقبلت بكارنفال رياضي شعبي رسمي انطلق من ميدان تيانانمين بحضور عمدة بكين زهو فينتغيون, وشارك 89 رياضيا في حمل الشعلة وسط احتفالات فلكلورية.
وفى اليوم التالي توقفت مسيرة الشعلة عند سور الصين العظيم, ثم انتقلت يوم الخامس والعشرين إلى مدينة قوانجزو الصينية التي ستستضيف دورة الألعاب الآسيوية السادسة عشرة عام 2010 حيث أقامت احتفالا أنيقا, وطافت الشعلة شوارع المدينة لمدة أربع ساعات متواصلة وسط احتفالات رائعة.
مكاو
وواصلت الشعلة مسيرة تلاقي الحضارات في مكاو التي استقبلتها استقبالا حارا شاركت فيه الفرق التراثية التي قدمت عروضا فلكلورية عكست العادات والتقاليد, ثم انطلقت مسيرة الشعلة في مكاو لتطوف شوارعها قاطعة 8 كيلومترات وشارك في حملة الشعلة أصغر رياضي, لاعب تنس الطاولة وبطل الووشو كوان جيو وعمره 9 سنوات.
هونغ كونغ
واستقبلت الشعلة بأجواء احتفالية عند وصولها يوم السابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر إلى هونغ كونغ وسط حضور رسمي وشعبي كبير, وحظيت البعثة القطرية باستقبال حار من قبل الجهات الرياضية في هونغ كونغ حيث كان في استقبال الشعلة كل من السيد فوك تومسى هون رئيس اللجنة الأولمبية في هونغ كونغ والسيد بانغ تشونغ الأمين العام للجنة الأولمبية لهونغ كونغ وبعض الشخصيات الرياضية الهامة.
بدأ حفل إيقاد الشعلة في حديقة يوسى سلتنارى حيث قام السيد عبد الله المفتاح بإيقاد الشعلة وتسليمها إلى السيد فوك تومسى هون رئيس اللجنة الأولمبية بهونغ كونغ والذي سلمها إلى بطل البولينغ الصيني ويل سو هينك ليعلن بدء انطلاق مسيرة الشعلة والتي جابت شوارع وميادين هونغ كونغ وسط مشاركة جماهيرية كبيرة.
وكان لافتا وجود أعداد كبيرة من المتطوعين في هونغ كونغ والذين ارتدوا زيا موحدا وطافوا مع الشعلة في مختلف الشوارع والميادين التي مرت بها في المدينة ثم تواصلت رحلة الشعلة على يخت كبير صعد إليه المشاركون في المسيرة, فيما ركب الإعلاميون في يخت ثان.
وأكمل اليختان المسيرة ترافقهما طائرة عامودية حلقت فوقهما طوال المسيرة حتى الوصول إلى مكان الاحتفال الكبير بالشعلة وهو مسرح كبير تم إعداده خصيصا لاستقبال مسيرة الشعلة.
أندونيسيا
ووصلت الشعلة يوم التاسع والعشرين إلى محطتها التاسعة في ضيافة العاصمة الأندونيسية جاركاتا قادمة من هونغ كونغ ونقلت بعد الاحتفاء بقدومها لمقر وزارة الشباب الأندونيسية لتبقى حتى اليوم التالي حيث أقيم احتفال رسمي حاشد بإيقادها وحملها العديد من الرياضيين الذين قاموا بالطواف بها لمسافة 8 كيلومترات حول المدينة يشاركهم عدد من رؤساء الاتحادات الرياضية القطرية إلى جانب السفير القطري لدى أندونيسيا وعاشت العاصمة الأندونيسية أجواء مليئة بالفرح والابتهاج.
تايلاند
ونظمت العاصمة التايلاندية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر احتفالا تاريخيا للشعلة وحضرت الإحتفالات بمسيرتها الشعلة بالإستاد الوطني الأميرة سيروان واري تاري رات كريمة ولى عهد تايلاند التي رحبت بالشيخ جوعان والتي شاركت في حملها مع 40 من نجوم الرياضة التايلاندية أصحاب الإنجازات الآسيوية.
وطافت الشعلة في الميادين والشوارع الرئيسية لمسافة 14 كم قبل أن تعود إلى الإستاد الوطني الذي تم تزيينه خصيصا للاحتفال بالشعلة, وتواصلت الإحتفالات بعروض فلكلورية ووطنيه قدمتها عدة فرق تايلاندية, كما شارك طلاب وطالبات المدارس في تقديم عروض تعبر عن جميع مناطق تايلاند كما قدم الطلاب عروضا موسيقية نالت إعجاب الجميع.
إيران
واحتفلت مدينة مشهد الإيرانية في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر بقدوم الشعلة حيث انطلقت الإحتفالات من ساحة مسجد الإمام رضا واختتمت في ساحة الفردوس بحضور كبار المسؤولين الإيرانيين في مقدمتهم مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الرياضية ورئيس اللجنة الاولمبية ومحافظ خساران بالإضافة إلى آلاف الإيرانيين, كما شارك 125 من الأبطال الإيرانيين في حمل الشعلة التي قطعت 40 كيلومترا في 6 ساعات تقريبا من بينهم محمد رضا سابيري بطل الحواجز لمسافة 800 متر وغلام حسين صاحب ذهبية رمى القرص في بطولة العالم بإنكلترا وعلي حميد بافافا بطل المصارعة الرومانية.
ثم انتقلت الشعلة إلى مدينة أصفهان الإيرانية يوم الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر حيث أعد لها استقبالا حافلا توجهت بعده في اليوم التالي إلى العاصمة طهران, محطتها الثالثة داخل إيران, مختتمة رحلتها في شرق آسيا وإيران لتبدأ مسيرتها الخليجية من مدينة صلالة العمانية أولى محطاتها حيث وصلت مطار المدينة يوم الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر, وأقيم احتفال ترحيبي بوصولها, ثم طافت في الشوارع الرئيسية لمدينة صلالة وشارك طلاب المدارس والكليات وفرق الكشافة والأندية الرياضية بالاحتفاء بوصولها وتناوبت إلى جانب 40 شخصية رياضية بارزة بمحافظة ظفار في حملها.