مستقبل شركات الوساطة في بورصة قطر

في الفترة الأخيرة لاحظنا تقديم أدوات مالية جديدة من جهة بورصة قطر والذي بدوره ساهم في تعزيز السيولة في السوق ووفر أدوات استثمارية حديثة كما هو الحال في أسواق المنطقة والعالم. هذه الخطوة تساعد المستثمرين والمضاربين الحصول على خيارات أفضل للاستثمار وتنشيط المحفظة في السوق. من ضمن هذه الأدوات المذكورة سوق المشتقات وصانع السوق ومزود السيولة. وعلى حسب تصاريح المسؤولين ان هذه الأدوات إلى جانب أدوات أخرى من شأنه أن يساهم بشكل أساسي في ترقية السوق القطرية إلى مصاف الأسواق العالمية.
تفصيل المصرح لهم مذكور في موقع البورصة لكن راح نعرج عليهم على السريع

المصرح لهم بالبيع على المكشوف المغطى:
1- صانع السوق
2- مزود السيولة
3- المستثمر المؤهل
4- اي حالات اخرى توافق عليها الهيئة
طبعا تفصيل المستثمر المؤهل تشمل الاتي:
1- شركة خدمات ماليه
2- البنوك وشركات التأمين واعادة التأمين وشركات الاستثمار والتمويل وصناديق الاستثمار المرخصة من الدولة
3- مؤسسات الدولة والشركات المملوكة من قبلها وجهاز قطر للاستثمار وشركاته التابعة
4- مدير الاستثمار بالأصالة عن نفسه او بالنيابة عن عملائه
5- الشخص الطبيعي مشروط ان يكون ذو خبرة والمام في التداول وحاصل على شهادات عليا في المالية

الان من هم صناع السوق ومزودو السيولة المصرح لهم بالبيع على المكشوف وهذا المهم للمستثمر وللمضارب لأنهم على اطلاع بجميع التداولات اليومية وتحركات المحافظ ولو كانت من خلال الخوارزميات
1- صناع السوق المرخصون في بورصة قطر

• المجموعة للأوراق المالية
• كيو ان بي للخدمات المالية
• وساطة للأوراق المالية

2- مزوّدو السيولة المرخصون في بورصة قطر

• المجموعة للأوراق المالية
• كيو ان بي للخدمات المالية
• وساطة للأوراق المالية
• البنك التجاري للخدمات المالية


الان من جميع ما ذكر أعلاه نرى ان الوسيط هو المستفيد الأكبر من هذه الأدوات بما يملكه من منصات ومراقبة البيع والشراء نتيجة ما يفرضه عليه طبيعة عمله. من هذه الشركات لدينا بنك قطر الوطني ووساطة كصناع ومزودين سيولة ومصرح لهم بالبيع بالمكشوف المغطى بالإضافة الى توفير هذه الاداءة الى عملائهم. اما البنك التجاري فلا يعمل كصانع للسوق، ولكن كمزود للسيولة فقط ويتيح له ولعملائه البيع المكشوف المغطى. طبعا هذا في حالة وجود محفظة خاصة للتداول للشركات الثلاث.

حاليا اللي يهمنا كصغار المستثمرين والمضاربين الشركات المدرجة واللي لها تأثير مباشر في بياناتها المالية واللي من المفترض ان هذه الشركات تبدأ او بدأت بالاستغلال الأمثل للخصوصية.

طبعا شركة المجموعة غير مدرجة اما كيو ان بي والبنك التجاري فهم تابعين لبنك قطر الوطني والتجاري على التوالي فالبيانات المالية غير مؤثرة بنسبة كبيرة نسبة للأدوات المالية للبنك نفسه.

المفروض المستفيد الأكبر والوحيد للأدوات هي شركة وساطة لان التأثير على البيانات ملموس ومؤثر بشكل مباشر. أيضا من أكبر الخاسرين من الشركات المدرجة واللي توقعت ان يكون كلها مشاركة إيجابية هي شركة دلالة.

نرجع لحجم التداولات، نلاحظ ان الأحجام زادت بداية من 2019 واستمرت الى اليوم ووصلت قمتها في ابريل 2022. مع دخول الأدوات الجديدة من صانع السوق ومزود السيولة واخرها البيع على المكشوف رجعت السيولة للأعلى بداية من مايو 2023.





لو نرجع تاريخيا لشركات لأداء شركات الوساطة في اخر عشر سنوات نجد منهم استمر ومنهم من توقف نتيجة ضعف التداولات او عدم القدرة على المنافسة. أكبر عدد للشركات الوسيطة وصل ال 11 شركة واليوم نقف عند 7 شركات. الكثير من الشركات لم تستفيد طفرة السيولة وأكثر من استفاد شركة المجموعة و الوطني بينما الباقي كان أدائه افضل أيام شح السيولة واخص بالذكر شركة دلالة اللي كانت تنافس الوطني و المجموعة (دلالة الإسلامية توقفت سنة 2019).





في سنة 2023 وبالتحديد في شهر يونيو ومع دخول الأدوات الجديدة بدا التنافس يرجع بين شركة المجموعة والوطني ونلاحظ من الرسم معيار الاستحواذ والنسبة والتناسب بين الشركتين. نلاحظ تحسن أداء وساطة وأصبحت في المركز الرابع بعد التجاري واللي بدا يفقد نسبة من استحواذاه لصالح المجموعة والتجاري. اما الباقي فنلاحظ خمول وعدم تحرك.





الان نأتي للشركات المدرجة في سوق قطر المالي وبالتحديد دلالة ووساطة للأوراق المالية. نلاحظ تاريخيا ان شركة دلالة تاريخيا قوي جدا ومن الشركات المؤدية أداء قوي لكن بعد 2014 فقدت الكثير من قيمتها واثرت على بياناتها المالية. على عكس شركة وساطة اللي وصلت الى اعلى مستوياتها في 2014 وتراجعت الى الأدنى في 2018 وبدأت تصعد تدريجيا الى 2023 وتجاوزت دلالة وقطر للأوراق المالية.

العام القادم التنافس بين المجموعة والوطني للأوراق المالية سوف يستمر والتجاري تقريبا مستقر لكن منافسة العملاقين ممكن ان تؤدي الى اخذ حصة من استحواذه. اما شركة وساطة فهي القادمة من الخلف وعينها على زيادة الحصص من الشركات المتبقية وذلك نظرا لتمتعها بالأدوات المالية كصانع ومزود وبيع على المكشوف. اعتقد الشركات الأخرى في موقف صعب وليس لدسهم ميزة تنافسية مع الشركات الأربع.

السؤال هل نشاهد خروج شركات وسيطة من السوق؟ لان ما قبل يونيو 2023 ليس كما بعده