طيب الله اوقاتكم وتقبل طاعاتكم.. آمين

في أول وظيفة حكومية لي، كان موظفاََ قبلي اثنين من الزملاء كانوا عجيبين.

ذاك الوقت كانت المرتبات الشهرية نقداََ من المحاسب، واظن بعض من يذكر فترة التسعينيات يتذكر ازدحام اقسام المحاسبة لصرف المرتبات.

المهم كان الزميل ابو محمد يأخذ مرتب زميله الاقدم منه ويروح يودعه في البنك.

كان الزميل الأكبر دائماََ يوصي زميلنا بو محمد (كان الصغير) انه يكون حريص كونه توه جديد بالشغل ويحافظ على الدراهم.

اتعجب كيف مقدار الثقة اللي كان بين الناس بحيث انك تعطي زميلك مرتبك الشهري ليودعه لك بالبنك!

اليوم ونحن قاعدين ببيوتنا نخشى تنباق فلوسنا بسبب عمليات الاحتيال والسبب في نظري هو الجانب السلبي للتقنية الرقمية اللي استغلها الهاكرز والنصابين.

خلونا نرجع لاخونا ابو محمد، في يوم من الأيام فاجأ الجميع انه بيتزوج، والعجيب ان زميله القديم غضب منه وقال له ليش تعرس وتوك ما كونت نفسك.. الخ.

واستطرد العود يقول "قابلني اذا باقي مسكت الفلس!"

اذا نظرت لاخونا ابو محمد اليوم، اتذكر كلام الزميل القديم، فعلاََ بو محمد ما عاد مسك الفلس ورغم انه كوّن نفسه وزوج عياله بس وضعه المالي أشوفه بي سالب.

فعلاََ الذكريات تعكس ثقافة جيلنا و طريقة تفكير الشباب في عصر ما قبل الانترنت. و تذكرنا بمقدار الثقة والاعتمادية بين الناس ومحبة الخير للغير.

ودمتم بخير وعافية