يوماً ما كنت أظن نفسي وسطاً بين الجد والهزل والفرح والحزن والحب والكرة، فلا أعطي أمراً من هذه الأمور أكثر من حقه ومساحته التي تكفيه..كنت ملتزماً بنقطتي الوسطية تلك بين الأمور، فلا أسمح للفكرة أن تشغلني كثيراً ولا أسمح للغفلة بأن تغرقني هي أيضاً.

عرفني الأقرباء والأصدقاء على هذا النحو الذي ذكرت لكم وسطاً -على الأقل كما يبدو لي - دون التفكير في المعيار الذي يشير الى الوسط ودون أن تتطرق فكرة تحريكه قليلاً الى أحد الطرفين.

كنت ببساطة أو بعبارة أخرى أخالفك إن رأيتك جاداً كثيراً وأخالفك أيضاً إن رأيتك هازلاً كثيراً.

الآن سأوقف هذا السيل من الجمل الرتيبة وسأخبركم عن الحالة الخشبية التي أوصلتني اليها قناعتي السابقة.

وصلت لنوع من اللامبالاة بحيث أن لاشيء في نظري يستحق الفرح أو الهزل الشديد لأن هذا يميت القلب وكذلك لايوجد ما يدعو للحزن الشديد أو الجدية المطلقة فإن هذان الأمران يخالفان التفاؤل والسماحة الواردة في الشريعة.

كنت ببساطة أعود بنفسي من المرحلة التي تسبق الذروة في الطرفين، إن نظرت الى الفيسات الموجودة في لوحة هاتفك فستجد عدد من التعابير الرمزية (الإيموجي).. وأستطيع القول أنني اخترت منه ذلك الوجه البارد الخالي من التعابير الا من مسحة تعابير خفيفة. *_*

وأحمد الله الذي اعانني على العودة للطبيعة والتخلص من هذا القالب الذي قد يصل اليه أي إنسان نتيجة لأدبيات معينة أو قدوات اختارها في مرحلة من مراحل حياته أو لتغيير معين حدث في حياته.

اليوم نعطي النفس حظها من الطرفين جدٍ وهزل و حزن وفرح فلا يعتب علي جانبٌ منها ولن أقول لأحد أن هذه هي الوصفة الصحيحة، لكنها التي ارتاحت لها نفسي وتَخلَصَت بها من القولبة في شكل معين أزعم فيه أنني هكذا! متجاهلاً لرغبتي ومشاعري التي تريد الخروج في أشد صورها سواءاً كانت مبهجةً أو كئيبة.

يقول لي ولدي الصغير كلما أوقع شيئاً it's OK ..وأقول لأي صديق نفس العبارة ..لا بأس ان وجدت نفسك ضاحكاً أو باكياً أو ربما يائساً الى حدٍ كبير ... It's OK يا خوي، إنها مشاعر ولحظات نتعرض لها كلنا وقد تمر الأربع الفصول في يومٍ واحد أحياناً... هذه هي الحياة وهذه طبيعة الناس و لا ضرر في أن نكون من الناس.

و نسأل الله تعالى طيب المقام وحسن الختام للجميع.