الاتفاق النووي الذي تم بين إيران والغرب يعتبر خطوة رائدة في الابتعاد عن الصراع والانتشار النووي في المنطقة ويفتح آفاقاً جديدة في التعاون بين إيران والغرب ودول العالم وضروري لسلام وأمن واستقرار المنطقة بعد مرور 12 عاماً على توتر العلاقات الدولية الإيرانية.

ومن نصوص الاتفاق التاريخي النووي الاعتراف بسلمية البرنامج النووي الإيراني والسماح باستمرار تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67 % دون إغلاق أي منشأة نووية وإلغاء العقوبات الاقتصادية والمالية والتغطية المفوضة على البلاد واستعادة طهران أموالها المجمدة في بنوك الخارج ورفع الحظر عن شخصيات ومؤسسات إيرانية وغيرها من البنود التي تمكن إيران من الحفاظ على التكنولوجيا النووية وإبقاء الأنشطة النووية على أراضي إيران وإلغاء عقوبات مجلس الأمن الدولي وإخراج الملف النووي من حظيرة الخلاف.

في البداية يسعدني أن أهنئ إيران على انتهاء الأزمة وأعتبره دعماً وانتصاراً للحكومة الإسلامية وللإسلام بوجه عام لأنني أعتبر إيران دولة إسلامية عظمى وتنافس أقوى الدول الأوروبية والآسيوية في معظم المجالات الاقتصادية والمالية والصناعية وقد حققت الكثير من الإنجازات على المستوى العالمي ولاتزال جاهدة نحو المزيد من الرقي والازدهار.



لقد زرت إيران أكثر من مرة وتشرفت بزيارة العديد من الجامعات والمراكز العلمية والشركات الدوائية والمؤسسات الثقافية والتربوية فيها، كما حضرت معرض الكتاب الدولي في طهران وشاركت في أمسيات شعرية ومحاضرات تثقيفية والعديد من المدن والمناطق السياحية المشهورة ولمست الجوانب المتطورة فيها في العلم والثقافة والسياحة والدين والفكر والأدب.

وهذا ما يجعلني أبارك للجمهورية الإيرانية الانفتاح على العالم ومدّ الجسور للتواصل مع الفكر العالمي والاقتصاد الذي هو عصب الواقع الذي نعيشه ونسعى جميعاً ليكون أكثر سلاماً وأمناً.

وإنني أعجب كثيراً وأستنكر من بعض الدول الإسلامية التي تنتقد إيران والعديد من الكتاب والمفكرين الذين يهاجمون السياسة الإيرانية ويبثون الادعاءات والأقوال المزيفة للنيل من قيمة إيران وتطورها والعمق الديني والتراثي الذي تتحرك من خلاله وتبدع وتنجز.

أقول لهذه الدول والكتاب ابحثوا في تاريخ الحضارة الفارسية والمنهجية الإسلامية الراسخة التي تحكم من خلالها إيران وهي الدولة التي تناصر القضية الفلسطينية وتذود عن القدس وتناصر الشعوب الفقيرة وتدعم الإسلام من خلال المقاومة للصهيونية والأفضل أن يفتخر العرب والمسلمون بوجود دولة إسلامية عظمى مثل إيران وليس الهجوم عليها بالمقالات والأخبار الصحفية الزائفة والادعاءات الإعلامية والفضائيات الموجهة، ولتكن إيران قدوة لكم أيها العرب في تحقيق التقدم التكنولوجي والنووي ودعمها والتواصل معها.



الدكتورة / زكية مال الله