لقد سمعتُ أسوأ عبارة يمكن أن تسمعها أم. قال لي الطبيب:" أنا آسف جداً لكننا لم نستطع أن ننقذ الطفل."
ولد جيمي قبل أوانه، في الأسبوع السابع والعشرين من الحمل. وبعد مخاض دام 3 ساعات ولد ميتاً وقد حاول الاطباء لعشرين دقيقة انقاذ حياتة ولكن دون جدوى .
لم تتقبّل الأم الأسترالية الأمر فطلبت أن تودّع طفلها.
أخذته من الطبيب ونزعت عنه البطانية التي كان ملفوفاً بها ووضعته مباشرة على جسمها.راحت تلامسه وتتكلم معه. قالت له أن إسمه جيمي وأن له شقيقة وأنه لو عاش لكانت تخطط له مع والده لحياة رائعة. وكان الطفل من وقت إلى آخر ينتفض فيقول الطبيب إنها مجرد انتفاضات ارتدادية وأن الطفل ميت منذ أكثر من ساعتين. وبالفعل لم يكن الطفل يتنفّس.
في حركة وداع أخيرة وضعت الأم نقطة من حليبها على إصبعها وقرّبتها من فم الطفل فإذا به يتلقّفها وينتفض انتفاضة قوية ويشهق طالباً الأوكسجين، وسط ذهول الفريق الطبّي والطبيب الذي راح يهزّ رأسه قائلاً :" لا أصدق! لا أصدّق!"
عمر جيمي الآن خمسة أشهر وهو في حالة صحية ممتازة.
وقد ظهرت والدته على شاشة التلفزيون يوم السبت الماضي في برنامج (Today ) في إطار حملة حول أهمية احتضان الطفل في حال مرضه، ولتشجّع الأمهات قائلة إن حضن الأم يمكن أن يردّ الصحة والعافية للطفل وهو أفضل من أسرة المستشفيات الباردة والحاضنات الاصطناعية.
سبحان الله.. يحيي العظام و هي رميم..
هذه الظواهر المتكررة كل يوم في عالمنا تعتبر دلائل ورسائل تنبيه من الله تعالى لنا لكي نعلم, أن قوانين الطبيعة مع أن لها مسارات محددة كقضبان القطارات و السكك الحديدية , إلا أن تلك القوانين وتلك القضبان والمسارات هي من وضع الخالق الأعظم.. بدليل أنه يكسر صرامة تلك القوانين أحياناً لتنطلق الألسنة بالتسبيح والقلوب بالشوق لحمد ذلك الخالق المنعم المتفضل الذي له كل الجمال والجلال والكمال.. أحيا هذا الطفل لتلك الأم أثناء تلك اللحظات المترعة بالحب والشفقة والرحمة التي فاضت من قلبها, فاستمطرت بها أسباب الرحمة والحياة من الله.. والراحمون يرحمهم الرحمن, كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام..