الفتوى
جواب الشيخ عبد الرحمن السحيم الجواب :
ذَكَره القرطبي في تفسيره عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال : إن القبر يُكَلِّم العبد إذا وُضِع فيه ، فيقول : يا ابن آدم ما غَرَّك بي ؟ ألم تعلم أني بيت الوحدة ؟ ألم تعلم أني بيت الظلمة ؟ ألم تعلم أني بيت الحق ؟ يا ابن آدم ما غَرَّك بي ، لقد كنت تمشي حولي فدادا .
قال أبو عبيد : والمعنى ذا مال كثير وذا خيلاء .
ورواه الذهبي في العلو " مرفوعا " بلفظ : " يقول القبر للميت حين يوضع فيه : ويحك يا ابن آدم ، ما غَرّك بى ، إذ كنت تَمُرّ بي ، ألم تعلم أنى بيت الظلمة والفتنة والوحدة و الدود ، فإن كان مُصلحا أجاب عنه مجيب القبر ، فيقول : أرأيت إن كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ؟ فيقول : إذًا أعود عليه خضرا ، ويعود جسمه نورا ، ويُصْعَد بروحه إلى رب العالمين .
وضعّفه الإمام الذهبي بقوله : هذا حديث غريب ، وابن أبي مريم ضعيف مِن قِبَل حِفظه .
والله تعالى أعلم .
القــــبر ينادى كل يوم 5
الفتوى الثانيه
فقد ورد مثل ما جاء في سؤالكم أو قريبا منه في أحاديث مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، منها: أنه قال: أكثروا ذكر هاذم اللذات ـ الموت ـ فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه فيقول: أنا بيت الغربة، وأنا بيت الوحدة، وأنا بيت التراب، وأنا بيت الدود، فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر: مرحبا وأهلا: أما إن كنت أحب من يمشي على ظهري إلي، فإذ وليتك اليوم فسترى صنيعي بك، قال: فيتسع له مد بصره ويفتح له باب إلى الجنة. وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر قال له القبر: لا مرحبا ولا أهلا، أما إن كنت لأبغض من يمشي على ظهري إلي، فإذا وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك، قال: فيلتئم عليه حتى يلتقي عليه وتختلف أضلاعه ـ إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار. رواه الترمذي والبيهقي وغيرهما، ولكنه حديث ضعيف جدا، كما قال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب.
كما ورد عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: أن القبر يتكلم كل يوم ثلاث مرات، فقد روي عنه أنه خطب يوما فحمد الله وأثنى عليه وذكر الموت فقال: عباد الله، والله إن الموت ليس منه فوت إن أقمتم له أخذكم وإن فررتم منه أدرككم، فالنجاة النجاة والوحاء الوحاء ـ البدار البدار، أو الإسراع الإسراع ـ وراءكم طالب حثيث: القبر ـ فاحذروا ضغطته وظلمته ووحشته، ألا وإن القبر حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة، ألا وإنه يتكلم في كل يوم ثلاث مرات فيقول: أنا بيت الظلمة، أنا بيت الدود، أنا بيت الوحشة، ألا وإن وراء ذلك ما هو أشد منه: نار حرها شديد، وقعرها بعيد، وحليها حديد، وخازنها مالك، ألا ووراء ذلك جنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للمتقين. جعلنا الله وإياكم من المتقين وأجارنا وإياكم من العذاب الأليم. رواه ابن عساكر.
والله أعلم.
يغلق الموضوع بواسطة ام حمد
مركز الفتوى اسلام ويب