ثمن عضو المجلس الوطني السوري إسماعيل حاج بكري، عضو كتلة شباب سوريا المستقبل، الدور الذي تلعبه قطر في دعم الشعب السوري في كفاحه من أجل الحرية ، مؤكدا أنها أكثر دولة عربية قدمت مساعدات للشعب السوري..مضيفا: "قطر، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، تراقب الإشارات والمواقف الدولية وعندما تشعر بأي مصلحة للشعب السوري تحاول دعمه".
وأكد بكري فى تصريحات خاصة لـ الراية على هامش اجتماعات المجلس الوطني السوري بالدوحة أمس الأول تقدير الشباب السوري للدور القطري الذي لم يفوت فرصة لدعم الشعب السوري ونصرة قضيته العادلة إلا استغلها..مضيفا : "لا نريد أن نحمل دولة قطر أكثر من طاقاتها لأن الملف السوري شائك ومرتبط بالعديد من القوى بالمنطقة ولذلك نسعى إلى توحيد صفوفنا بما يمَكننا من تحقيق آمال وطموحات السوريين".
وعن المبادرة الأخيرة للسيد رياض سيف لتوحيد المعارضة تحت قيادة سياسية منتخبة والخلافات حول تمثيل كافة قوى المعارضة، قال المعارض الشاب: لدينا ثلاثة ثوابت تعد معيارا للاعتراف بأي فصيل يدّعى المعارضة، وهي إسقاط النظام بكافة رموزه، رفض الحوار مع النظام القائم وإسقاطه بأي طريقة حتى ولو بالتدخل العسكري، وعدا هذه الثوابت نحن على استعداد للتفاوض مع أي طرف فى العالم.
مشيرا إلى أن جهات كثيرة تدّعي المعارضة (مثل هيئة التنسيق الوطني والمنبر الديمقراطي وتيار بناء الدولة) وتبني معارضتها على الحوار مع النظام الذي دمر شعبه، فهم لا يريدون إسقاط النظام بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكنهم يريدون أن يبقى الرئيس في منصبه لاستكمال فترته إلى 2014 والتنحي على الطريقة اليمنية بدعوى الحفاظ على مؤسسات الدولة التي دمرها النظام بالفعل.
وأضاف أن محاولات خلق سلطة تنفيذية جديدة غير المجلس الوطني تحتاج إلى قدر من الحذر لأن هناك وعودًا بدعم هذه السلطة وهناك خشية من أن يكون ذلك لفترة مؤقته أو لحين إسقاط المجلس الوطني والعودة إلى نقطة الصفر.
وأكد أنه لا يوجد تمثيل كبير للشباب في المجلس الوطني يتناسب مع حجمهم على الأرض، وأن جزء كبيرا من هذه المشكلة يقع على عواتق الشباب "لأننا كنا مغيبين عن السياسة لسنوات طويلة فانعدمت روح المبادرة السياسية عندنا والكثيرون منا لا يملكون الجرأة على طرح أفكارهم وتقديم أنفسهم على اعتبار أنهم مكون سياسي، ولا يستطيعون الحديث في السياسة بل يفضلون العمل في الحراك الثوري ومجالات الإغاثة وحقوق الإنسان ومتابعة أمور التنسيقيات والأخبار العاجلة عن الثورة السورية".
وحول ما إذا كان عزوف الشباب عن ممارسة السياسة تجنبا لاتهامات الطمع في السلطة، قال بكري: العالم كله يدرك أن الشباب السوري هم الشريحة الأكثر تأثيرا وتأثرا بالثورة وهم صانعوها مع عدم إقصاء التيارات المعارضة الكلاسيكية المعروفة ودورها في الثورة السورية، ولكن الشباب هم وقود الثورة المسلحة والحراك السلمي لذا لابد من أن يكون ممثلا بنسبة أكبر، وقد بدأنا من جانبنا جمع الشباب في تيار "شباب سوريا المستقبل" في منظمة وكيان ضامن لأي مبادرة يطرحها الشباب السوري والجهات الوطنية ومعطل في نفس الوقت لأي مبادرة، أو أياد خارجية تحاول العبث بمصير الثورة.
وأشار إلى أنه من المقرر بعد تفنيد مبادرة السيد رياض سيف لتوحيد صفوف المعارضة التي تمت مناقشتها في اجتماعات الدوحة أن يتم البت فيها بصورة نهائية في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سيقام في مراكش بالمغرب نهاية الشهر الجاري. وتابع: هدفنا أن لا يسقط الكيان الذي دفع من أجله السوريون ثمنا غاليا من دمائهم وهو المجلس الوطني وأن يبقى قائما بحيث لو فشلت المبادرة نرجع للمكون الطبيعي وهو المجلس الوطني.
وأكد أن تنفيذ هذه المبادرة يتطلب بعض الضمانات من المجتمع الدولي وهذا ما طالب به مدير العلاقات الخارجية بالمجلس الدكتور رياض زيادة، ومنها إذا أرادت الدول الغربية دعم الشعب السوري من الناحية الإغاثية مثلا فإن عليها أن تقوم بفتح اعتماد بنكي في أي دولة أوروبية أو أي دولة من دول الجوار السورى بحيث تكون متوفرة في حالة تشكيل جسم أو سلطة تنفيذية تكون قادرة على تطبيق القوانين.
كما أشار إلى وجود مساع يقوم بها بعض الشباب السوري لتشكيل هيئة قضائية تتمكن بوسائل تنفيذية قوية من تغطية انتهاكات النظام وتوثيقها من أجل الملاحقة القضائية والدولية لاحقا، وحتى تجاوزات الأطراف الثورية التي تنتج عن إطالة أمد الأزمة لأن طول الفترة يؤدي إلى وقوع أخطاء ..مؤكدا اعتزاز كل سوري شريف بما يقوم به الجيش السوري الحر الذي يعد فخرا لسوريا وللأمتين العربية والإسلامية.
وأكد أنه سيتم قريبا الإعلان عن تشكيل هذه الهيئة التي تضم مستشارين مخضرمين مشهود لهم بالكفاءة ممن انشقوا عن النظام وسوف يضغط الشباب من أجل تحقيق هذا الأمر حتى لا يزيد حجم الخروقات والتجاوزات، لافتا إلى أن هذه الهيئة ستكون لها صلاحيات إصدار قرارات التجريم والتعويض والعفو والعزل السياسي لأركان النظام وصولا لمرحلة المصالحة الوطنية وهي الغاية من مفهوم العدالة الانتقالية.
وعن خسارة المرشح الأمريكي مِت رومني في السباق إلى البيت الأبيض ورؤيته الواضحة في تسليح الثوار وفرض حظر جوي في سوريا، قال المعارض السوري : نحن ندرك وجود اختلاف ايديولوجي جذري بين الجمهوريين والديمقراطيين في الداخل الأمريكي ولكن على مستوى القرارات الخارجية لا يوجد فرق كبير مهما اختلفت الإدارات، ويمكن أن يكون رومني أكثر وضوحا ولكن من وجهة نظرنا كشباب سوري فإنه حتى لو نجح رومني وكانت لديه مساع لتسليح الثوار فإنه لم يكن يستطيع أن يتخذ أي خطوة تنفيذية قبل مرور أربعة شهور على الأقل من تسلمه للسلطة الجديدة، كما أن الرئيس باراك أوباما لديه من المرونة والديناميكية أكثر من رومني ونتمنى أن يظهر بعض النوايا الحسنة ولدينا ثقة بعد ذهاب الملف الخارجي من يد وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون أن يأتي ممثلون للخارجية الأمريكية أكثر مرونة وتعاطفا مع الشعب السوري.
وعن السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب السوري، قال بكري: لا صوت يعلو على صوت السلاح لإسقاط النظام وحل الأزمة السورية.
لافتا إلى أن تخوفات الغرب من سقوط الأسلحة النوعية في أيدي متطرفين ليس لها أساس من الصحة في ظل ما تتمتع به الأسلحة الذكية من تقنيات عالية مثل أسلحة ستينجر الأمريكية المضادة للطائرات والتي يمكن التحكم فيها عن بعد فلا يمكن استخدامها إلا في نطاق معين وعلى مسافات محددة بما لا يضر بمصالح تلك الدول ويساعد السوريين على الدفاع عن أنفسهم بالطرق المشروعة أمام عمليات القتل الوحشية التي يقوم بها النظام.