مقال للكاتبه القديره امينه عبدالله استوقفني .. كثيرآ .. لانه يحكى عما يجول بالشارع القطري للآسف ..
إلى المقال وكل الشكر والتقدير للكاتبه القديره أمينة عبدالله
وإلى الأمام ايهـا الكاتبه المتميزه





لأنك قطري.. فلوسك واجد
2011-06-07


انعكست ثقافة الاهتمام بالمظهر على الطابع العام للشعب القطري، فالكل وبلا استثناء ينظر للقطريين على أنهم أناس يعشقون الأناقة والبرستيج والمظاهر ولكن لا تخلو نظرات الكثير منهم من أن الجيوب (الكشخة) لم تكن إلا من كثرة النعمة والأموال، ولو كانت الحقيقة مغايرة في الواقع ومختلفة بشكل وآخر عن تفكيرهم، ولأنهم كذلك فهم بنظر البعض فرصة للاستغلال وفرائس للايقاع ولن يضرهم سرقة القليل منهم، فهم (عيال خير).
ذات يوم قريب كنت أنتظر أمام السوبر ماركت كي يأتي لي الآسيوي بباقي حسابي، تأخر علي فناديته، سألته: وين الباقي صديق؟ أجاب بضحكة سوداء: انته ما تبي فلوس انته فلوس واجد، أنا يشيل؟ أجبت: أنا مسكين؟ قال: انته ما في مسكين مدام انته شيخة!!، كلمات بسيطة تعكس نظرة هؤلاء لنا ومدى شغفهم في نهش ما تحمله جيوبنا، ولو كان قرشاً فهم يستكثرون علينا هذا الخير.
ولكن وللأسف قد تتحول هذه النظرة إلى أسوأ من الاستغلال لتصل إلى المحاربة وشن الدسائس وفرش الشباك للإيقاع بكل قطري قد يهدد مكاناً للمقيم، وقبل أن أشرع في التحدث عن هذا الموضوع أريد أن استثني أولئك الشرفاء من المسلمين والعرب الذين أحبوا هذه الأرض وشعبها وتعاونوا مع أهلها لبناء لبنات قطر، ولن يقبلوا بأن يكونوا طرفاً في لعبة دنيئة لأي مريض مفجوع على الجمع والنهب المشروع وغير المشروع.
صديقتي تعمل في أحد البنوك (المحترمة) وهي القطرية الوحيدة في القسم الذي تعمل فيه، قطعت 3 أشهر ولم تتعلم حتى الآن البرنامج الذي يفترض أن تعمل عليه، وكل ما تقوم به من جهد يُلغى في ثوان لأن أساسه ضعيف وهو أنها لا تعرف أساسيات عمل برنامج البنك، وذلك لأن من أوكل إليهم تعليمها يتجاهلونها تماماً وعمداً وكأنها غير موجودة، حاولت عدة مرات وتحدثت إلى مسؤولها (العربي) الذي أشار إليها أن تترفق بهم فهم مشغولون جداً، ورغم أن ذلك ليس اختصاصها فهي أتت كي تتعلم وتنتج وليس لأن توضع على رف الظروف فهي مسؤولية البنك أن يوفر لها من يدربها، استمرت بمحاولة الاجتهاد، والغريب الذي لم أفهمه أنها تتقاضى راتب ثانوية عامة وليس راتب جامعية وقطرية وهو 7000 ريال، قالت لي: لا يهمني كثيراً هذا الراتب ولو أنه محبط ولكني مستعدة للعمل فقط من أجل التعلم واكتساب الخبرة، وكل ما يضايقني أنني أريد أن (أُحلل راتبي) واخذ ما أستحق، لا أريد أن أجلس إلى الكرسي وأقلم أظافري وألهو في البلاك بيري، أريد أن أعمل وأشعر بما أنجز وأن أصل إلى مواقع أفضل، ولكني أحارب فقط لأني قطرية، ولأن من حولي يخاف أن يفقد مكانته في البنك، ومن كثرة ما دخلت في حوارات وشد وجذب كان منها (لشو بدك تتعلمي وتغلبي حالك انتي قطرية، ارتاحي وخذي راتبك اخر الشهر) توصلت صديقتي أن المسألة أكبر من خوفهم على مكانهم بل هو (حقد) نبع من دواخل ليست نقية وليست واعية وراضية بما لديها من الله، لذا دفعت باستقالتها إلى مسؤولها الذي رفض استقالتها لأنهم مضطرون للتمسك بأي قطري كي يقولوا (والله نحن ندعم الكوادر القطرية وملتزمون بالتقطير)، وحاول استبقاءها ولكنها أصرت وها هي الآن بدأت تبحث في الجهات التي تحتاج اختصاصها، وأسأل الله أن يوفقها وكل من هو مثلها وفي حاجة للعمل.
والسؤال، هل كل القطريين أغنياء؟! هل جميعهم أولاد نعمة؟! هل المظهر الخارجي والراتب دليل على رفاهية القطري؟ هل القطري مرتاح؟ هل سينصف المواطن عندما يطالب بحقه؟! من سيحميهم من التكتلات والشلليات؟!
نعم نحن نعيش في راحة ورغد ولكن لسنا جميعاً أثرياء ولسنا جميعاً مرفهين، الكثير منا مرتبط بقائمة فواتير طويلة وأجندة ديون كثيرة والكثير منا على باب الله ينتظر نهاية الشهر كي يعتاش، كما أنتم تعملون لتجمعوا ما تستطيعونه لأبنائكم في بلدانكم، نحن نعمل لنعيش بشكل أفضل في بلادنا، والدولة لن تمنحنا راتبا لأننا قطريون فقط، بل ستمنحنا الراتب والامتيازات لأننا نعمل ونقدم في المقابل جهداً ولكننا نضع ما لدينا لنبني في وطننا، فلا حق لأي مخلوق أن يطالب بما لا يستحق، هذه أحكام قدرية أن نختلف في الهوية ليس لأحد التحكم بها وليس لأحد أن يقتص من أحد لظروفه هو.
قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح..
قهر أن تبتز في وطنك وأن يستحوذ الغرباء على ما هو لك فقط لأنك كريم وفتحت دارك لمن لا يستحق.

By: أمينة عبدالله

المصدر جريدة الشرق
http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=245695