هاني حسين لـ القبس: الفترة الحالية حرجة والدول الخليجية مطالبة بتعزيز حماية منشآتها النفطية

هاني حسين


26/04/2006 الدوحة - القبس:
دعا هاني عبد العزيز حسين نائب رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية دول الخليج العربية الى زيادة حرصها على تعزيز منشآت النفط والمصالح النفطية في الوقت الراهن حيث تعيش المنطقة التوتر الناجم عن الأزمة النووية الايرانية وتطورات الوضع في العراق.
وقال حسين في تصريحات خاصة ل 'القبس' على هامش مشاركة الوفد الكويتي في اجتماعات منتدى الطاقة العالمي التي عقدت في الدوحة ان احتمالات قيام مجموعات ارهابية باستهداف مصالح نفطية في المنطقة تزيد في هذه الفترة الحرجة كنتيجة للتوتر في المنطقة ومن أجل استغلال هذا التوتر. وأضاف 'يجب ألا نغفل عن حماية منشآتنا النفطية وفي كافة الأماكن'.
وشدد حسين على أن الدول الخليجية عموما متيقظة لأي احتمال فيما يتعلق بمنشآتها النفطية، حيث تفرض عليها حماية مشددة، ولكن لا مانع الآن من تعزيز مثل هذه الحماية.
وبشأن أسعار النفط، قال حسين انه اذا ما أخذت الأزمة النووية الايرانية منحى مزيد من التأزم والمواجهة مع أميركا خلال الفترة المقبلة، فان أسعار النفط ستتأثر ارتفاعا بالتزامن مع تطورات الأزمة.
وشدد حسين على أن الصناعة النفطية العالمية استطاعت أن تجابه جميع الأزمات التي مرت بها في السابق بنجاح كبير، ونحن نحرص ونأمل ألا تؤدي هذه الأزمة الى ما لا يحمد عقباه، لافتا الى أن جميع الأطراف مدركة أن الوضع حساس فيما يتعلق بالعرض والطلب على النفط الخام في هذه الفترة بالذات.
وحول تصوره للأسباب الحقيقية لارتفاع أسعار النفط حاليا، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية انه فيما يتعلق بالعرض والطلب وفيما يتعلق بالأمور الفنية لا يوجد ما يدعو الى ارتفاع الأسعار الى هذه الدرجة، اضافة الى أن المشروعات الموجودة عالميا والنقود متوفرة لانتاج وتكرير النفط الخام والايفاء بمستلزمات السوق العالمي سواء على المستوى القصير أو المتوسط والبعيد، ولكن هناك عوامل سيكولوجية تتعلق بوضع بعض دول المنطقة مثل ايران والعراق، اضافة الى أن نمو الاقتصاد ما زال كبيرا في كثير من الدول المستهلكة واستهلاك النفط في هذه الدول يزيد ولا ينقص، هذا كله سبب ارتفاع أسعار النفط بدرجة قد لا تكون مبررة.
الرؤية الى السعر
وفي تعليقه على ما ذهب اليه الرئيس الايراني بأن السعر العادل لبرميل النفط يجب ألا يقل عن 100 دولار، قال حسين : يجب أن ننظر الى مسألة النفط وأسعاره على المديين المتوسط والبعيد، لا بد أن نعرف ما هو السعر الذي يضمن لنا نحن كدول منتجة أن هذه السلعة ستظل تستهلك على المديين المتوسط والبعيد، موضحا أنه قد لا يكون من مصلحتنا أن ترتفع الأسعار بطريقة كبيرة بحيث يقل الاستهلاك على المديين المتوسط والبعيد، الارتفاع المفاجئ والكبير قد لا يكون في مصلحة الكثيرين لأن له انعكاسات سلبية وخصوصا على بعض الدول النامية، لكن بالتأكيد أسعار النفط الخام كانت منخفضة بطريقة كبيرة في السنوات السابقة.
ما هو السعر العادل لبرميل النفط؟ يتساءل حسين.. ويجيب موضحا : هذا يخضع لكثير من وجهات النظر المختلفة، لكننا لا نحبذ أن يرتفع سعر البرميل بطريقة مفاجئة وكبيرة خلال فترات متسارعة لما له من آثار سلبية على الكثيرين، الا أنه يجب أن نقر أن الارتفاعات الحالية في أسعار النفط غير مبررة.
حقيقة الصورة
.. ولكن الدول المستهلكة تلوم دائما الدول المنتجة وتلوم أوبك في ارتفاع الأسعار. يعلق حسين على هذا الكلام بقوله ان ذلك يحدث أحيانا، ولكن يحدث من قبل البعض من الذين لا يدركون ولا يعرفون حقيقة الصورة، أوبك تصرفت بطريقة مسؤولة خلال الأزمات السابقة، فتم رفع الانتاج بصورة كبيرة، كذلك تم استثمار كثير من الأموال في بناء المصافي ولو أن بعض الشركات لم تستثمر في مصافي النفط لأنها رأت في ذلك استثمارا غير مجد، لذلك يجب التأكيد على أن دول أوبك هي التي كانت تقوم بالأعمال التي كانت تخفض من ارتفاع الأسعار الحاد، وتخفف من توتر السوق.
وشدد على أن أوبك حرصت على أن تزيد من الامدادات النفطية ووجود النفط الخام الذي تحتاجه الأسواق، لكن ارتفاع الأسعار لم يكن ناجما عن أفعال أو سياسات انتاجية لدول المنظمة الدولية، ولكن الأمور خارجة عن ارادة أوبك وانتاجها، بل بالعكس أوبك حرصت دوما على التوازن في سوق النفط العالمي.
أميركا والنفط
وحول دعوة الرئيس الأميركي الى عدم ادمان الولايات المتحدة الأميركية لنفط الشرق الأوسط والتي فسرها البعض بأنها مؤشر على تغيرات متوقعة في المستقبل في مجال الطاقة على حساب نفط الشرق الأوسط، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية ان الرئيس الأميركي كان يتحدث عن الولايات المتحدة الأميركية، النفط المنتج في أي مكان يدخل في الاستهلاك العالمي، فالاعتماد الأميركي على النفط الخام في منطقة الخليج ليس كبيرا اذا أخذ العرض والطلب في الولايات المتحدة، ومن الناحية الأخرى نحن نرى أن دول المنطقة تصرفت في جميع الأحوال بصورة مسؤولة وبدرجة كبيرة سواء انخفضت الأسعار أو ارتفعت، كانت حريصة في كل مرة على استقرار السوق العالمي.