حياتنا رغم كل الأحداث التي تطرأ فجأة أو تلك
التي نعلم مسبقا بحدوثها أو على الأقل نعلم بأن آثارها
ستطالنا يوما ما، مُحدثة في داخلنا كسرا أو جرحا
بالكاد تراه العين المجردة، فالحياة عموما لا تتوقف رغم
آلامها الكثيرة ومصائبها التي لا تنتهي فنشعر أحيانا
بأن الوقت يطول بنا خاصة ونحن نرزح تحت رحمة
آلامنا الكثيرة، ونشعر أن الحياة أبدلت كساء السعادة
حولنا بكساء الشقاء والتعاسة، وكل يرى السعادة
بمنظاره الخاص والخاص جدا، وهذا ليس موضوعنا،
فموضوع السعادة واسع وبحر التعاسة عميق واسباب
كل منهما تزداد ولا تقل طالما نحن نحيا في هذه الحياة
المليئة بأشكال متعددة من الشعورين على حد سواء.
"الحذر لا يمنع القدر" ، هذه جملة صحيحة فمهما زادت
نسبة الحذر ظل القدر كما هو وتلك حكمة الله عز وجل
ولكن هناك ظواهر عديدة تحدث وهي ايضا بقدرة الله
وأمره، وهي تُنذرنا بوقوع أمر ما سواء كان هذا الامر
إيجابيا أو سلبيا في حياتنا، فتراك تُقرر الخروج وشيئا
ما غير محسوس يمنعك من ذلك ولعله احساس أو رغبة
ملحة في داخلك لا تعرف لها سببا، تقرر تنفيذ أحد
أعمالك لتُفاجأ بأن العراقيل تقف حجر عثرة بينك وبين
الانجاز، تحاسب نفسك احيانا وتلوم الآخرين غالبا
وتدعو على الوقت بالثبور دائما.
هل فكرت يوما في معرفة اسباب احد احلامك وما
المقصود منه؟ هل رغبت يوما في قراءة طلاسم الرؤية
التي اتتك لترتاح نفسك؟ فإن
كنت من هؤلاء الذين يبحثون في
تفسير الاحلام عن معاني كل ما
يتعلق بأحلام الليل او من اولئك
الذين يبحثون عن هواتف من
يتسابقون لقراءة رؤى المتعلقين
بالغيب واظنهم الُمغيبين عن الحياة
وهم احياء، فستصاب بالمفاجأة
إن كان تفسير الحلم سلبا لتبقى
متأهبا للمصائب القادمة وتنام
بنصف عين إن جاءت معاني الرؤية أزمة في عملك أو
بينك وبين أحدهم.
إذا لنخرج من إطار الأحلام والرؤى ونتحدث عن أشياء
أكثر واقعية فمن غير المعقول ألا يكون لكل حدث أو
تصرف معنى معين، ولا يمكن الا تعني السلوكيات
أمرا ما، أنا لا أتحدث عن الأمور الطبيعية والأحداث التي
تعتبر نتاجا طبيعيا لأي فعل ولن أتحدث عن النتيجة
المتوقعة جراء استهتار طالب طوال العام، ولن أغوص
في متاهات الطريق الذي بدأه صاحبه بالسرقة وغش
الأمانات وايضا لن أتطرق بالحديث عن خاتمة ابنٍ
أحسن والداه تربيته.
باختصار لن أقدم شرحا تفصيليا عن النهايات
السعيدة لأية قصة بدأت بإرادة وإصرار عميقين، لكني
سأقول إن هناك مِن المؤشرات ما يعني أن نعيد النظر
في تصرفاتنا أو تفكيرنا، ولعل ناقوس الخطر عندما
يدق لا يعني ذلك ان الخطر قد وقع بالفعل ولكن لعل
بداية وقوعه قد حانت، وبالتالي علينا الحذر فالكثير
ممَن حولنا يُصاب بصدمة جراء إحساسه بالخطر
غير المتوقع وبالمقابل هناك الكثير ممن يُعلق آماله على
أمر ما، ليتفاجأ بحدوث العكس رغم ما استشعره من
مؤشرات فيها الخبر اليقين.
صدى الصوت.. ◄
أحيانا يذهب الصوت ويبقى صداه..
غالبا ينتهي الحدث ويستمر أثره..
فلنجعل دائما بعض التفاصيل العالقة بالذاكرة ذات
فائدة ولو بعد حين، ودمتم


منقول الكاتبه أبتسام الحبيل جريدة الشرق اليوم