بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاختلاط وكثرة احتكاك الفتاة بالفتى, كالجامعة والعمل,التأثير الخارجي من مخالطة من قل حياؤهم,ولعل من الأسباب أيضًا كثرة خروج الفتاة من بيتها أو الصحبة الفاسدة أو الغرق في المعاصي ويرجع قلة الحياء عند الفتيات إلى ضعف الإيمان,قال تعالى (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ)مشية الفتاة الطاهرة العفيفة النظيفة حين تلقى الرجال ,على استحياء,من غير تبرج ولا تبجح ولا إغواء,بقوله (إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا)لم تقل له ,أحب أن أتعرف عليه ,ما اسمك, أنا اسمي كذا,فمع الحياء الإبانة والدقة والوضوح، لا للتعثر والربكة،فالفتاة القويمة تستحي بفطرتها عند لقاء الرجال والحديث معهم، ولكنها لثقتها بطهارتها واستقامتها ,لا تضطرب إنما تتحدث في وضوح بالقدر المطلوب ولا تزيد,قال تعالى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى,فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)الحياء هو, انقباض وانزواء وانكسار في النفس يصيب الإنسان عند الخوف من فعل شيء يعيبه,وهو نهي النفس عن القبيح ,وكل ما يغضب الله تعالى,قال النبي صلى الله عليه وسلم(الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة )والمراد بالحياء في هذه الأحاديث ما يكون شرعيًا، والحياء الذي ينشأ عن الإخلال بالحقوق ليس حياءً شرعيًا بل هو عجز ومهانة,قال النبي صلى الله عليه وسلم( إذا لم تستح فافعل ما شئت)إن الذي يكف الإنسان عن مواقعة الشر هو الحياء، فإذا تركه صار كالمأمور, بارتكاب كل شر،فإن الله مجازيك عليه،أن المستحي ينقطع بحيائه عن المعاصي، ومن يستحي يتعفف عن فعل كل قبيح،إن الحياء يزيد وينقص، يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي التي تخدش الحياء,أن من وسائل بناء الحياء في النفوس زيادة الإيمان، والثبات عل دين الله ,إن من الحياء وقارًا وسكينة,أن توقّري غيرك أيتها الفتاة وتوقّري نفسك باحترامها,من الأفعال التي يعاب على صاحبتها، ونراها في لبس الضيق والشفاف والمعاكسات في التليفون، والصداقات التي يزعمن أنها بريئة مع الشباب، والروائح في الطرقات،والفتاة المسلمة لها شخصيتها وسمتها، ولا تكون إمعة تجري وراء كل ناعق أو تقليد كل سفيهة وتقول, كل البنات هكذا، ولكن عّودي نفسك إن أحسن الناس أن تحسن ,وإن أساءوا أن تتجنبي إساءتهم,
، فمن الأمور التي تعظم الحياء في نفسك استشعار عظم نعم الله عليك بغير أداء لحقه ورد بمثلها,عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إستحيوا من الله حق الحياء)ولكن الاستحياء من الله حق الحياء, أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا وآثر الآخرة على الأولى فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء,أن الحياء وهو خلق قلبي, وأن يبدو أثره على الجوارح,واتخذي هذه الجوارح وسيلة لإرضاء الله، لا وسيلة للجرأة على محارم الله وسببًا لغضب الله عليكِ,
ومن وسائل تحقيق الحياء تذكرك بملاقاة الله ، وإذا تذكرت أن الله سيقبضك على خاتمتك التي كنت تعملين وما كنت تفكرين فيه في الدنيا فيزيد الشعور بالحياء في قلبك,فالحيية تشعر بالقيمة الحقيقية للدنيا وتؤثر الآخرة عليها، وتحاسب على أفعالها وتستحي من الله, ومن الملائكة التي تسجل أعمالها,قال بعض الصحابة رضي الله عنهم ,إن معكم من لا يفارقكم فاستحيوا منهم وأكرموهم,وقد نبه سبحانه وتعالى بقوله (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ,كِرَاماً كَاتِبِينَ ,يعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)استحيوا من هؤلاء الحافظين الكرام وأكرموهم وأجلوهم أن يروا منكم ما تستحيون أن يراكم عليه من هو مثلكم،أنه حيث وجد الحياء وجد الستر والعفاف، وحيث تحل الجرأة على القبائح يحل معها التكشف والفضائح,واعلمي أن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، وزوال النعمة تكون في معصيته,ولك في رسول الله أسوة حسنة(كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذارء في خدرها)


اللهم لا تجازيني بذنوبي حتى اصلح بيني و بينك

إلهي كفاني فخراً ان تكون لي رباً ، و كفاني عزاً أن أكون لك عبداً ،

اللهم اجعلنا اغنى خلقك بك و افقرعبادك إليك

اللهم أننا نشهدك أننا نشتاق إليك فلا تحرمنا من لذة القرب منك في الدنيا ولا لذة النظر إلى وجهك الكريم في الآخرة