سوالف عادية ويمكن تكون أقل من عادية...
وقد تكون من سوالفي الخاصة وقد تكون مما قرأت ...
وسنجدد اللقاء معها دائما لـ نفيد ونستفيد...
المواقف تفضح أهلها...
تصادف في حياتك الكثير من الناس
سواء في مجال العمل أو في الحياة الإجتماعية أو في الشبكة العنكبوتية
تـ تعرف عليهم من خلال تعاملك معهم وقد ترسخ في عقلك عنهم فكرة خاصة
غير ثابته ...تترنح بين الحقيقة والخيال...
وقد تثبت وتتبلور الفكرة وتحسبهم يستحقون تقديرك وإهتمامك
من خلال أقوالهم وأفعالهم ووجهات نظرهم فيما يدور من حولك...
وفجأة يستجد موقف ينقشع فيه الضباب وتتضح الرؤيا وتسقط الأقنعة
وتنكشف الحقيقة...تظهر الأهداف الحقيقية لـ تصرفاتهم
ويتضح لك أنك كنت مغفل في الكثير من المواقف عندما صدقت وأيقنت بمثاليتهم...

من سوالفي الخاصة...
التغاضي عن العيوب...
تركَ رجلٌ زوجتهُ وأولادهُ مِن أجلِ وطنه قاصداً أرض معركة
تدور رحاها علىَ أطراف البلاد,
وبعد إنتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أُخبَرَ الرجل أن زوجتهُ مرضت بالجدري
في غيابهِ فتشوّه وجهها كثيراً جرّاء ذلك
تلقى الرجل الخبرَ بصمتٍ وحزنٍ عميقينِ شديدينِ
وفي اليوم التالي شاهدهُ رفاقهُ مغمض العينين فرثوا لحالهِ وعلموا حينها أنهُ لم يعد يبصر
رافقوه إلى منزلهِ, وأكمل بعد ذلكَ حياتهُ مع زوجتهُ وأولادهُ بشكلٍ طبيعي..
وبعد ما يقاربَ خمسةَ عشرَ سنةٍ توفيت زوجتهُ..
وحينها تفاجأ كلّ من حولهُ بأنهُ عادَ مبصراً بشكلٍ طبيعي..
وأدركوا أنهُ أغمضَ عينيهِ طيلة تلكَ الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجتِه عند رؤيتُه لها
تلكَ الإغماضة لم تكن من أجل الوقوفِ على صورةٍ جميلةٍ للزوجة..
وبالتالي تثبيتها في الذاكرةِ والاتكاء عليها كلما لزمَ الأمر,
لكنها من أجل المحافظةِ على سلامة العلاقة الزوجية
حتى لو كَلّفَ ذلك أن نعمي عيوننا لفترةٍ طويلة خاصة بعدَ نقصان عنصر الجمال المادي
ذاكَ المَعبر المفترض إلى الجمال الروحي
ربما تكونُ تلكَ القصة مِنَ النوادر أو حتىَ مِنْ محض الخَيال
ولكنْ..
هل منا من يغمضَ عينهُ قليلاً عنْ عيوبَ الآخرين وأخطائهم لكي لا يجرح مشاعرهمْ؟؟
مما قرأت...

المجال مفتوح لـ أكثر من سالفة مني أو منكم...