وحث الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم على الاستغفار وفي هذا تهييج لأمته على طلب المغفرة وحضٌّ لها على ذلك، إذ قد أُمر نبيها الذي هو خيرها -بل سيد ولد آدم على الإطلاق- بالاستغفار، ولأمته
فيه أسوة حسنة، كما قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [الأحزاب: 21]. قال الله -سبحانه وتعالى-: {وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} [النساء: 106]. وقال سبحانه: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} [غافر: 55]. وقال سبحانه: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} [النصر: 3]. ففي هذا وما ذكر من قبلُ كقوله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]. وكقوله: {يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} [إبراهيم: 10]. وفي غير ذلك مما تقدم، في هذا كله حثٌّ للجميع على الاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله، ونداء للمسرفين على أنفسهم، كي يقبلوا على الله ويلتمسوا عفوه ويطلبوا غفرانه.