استمرار حالة الترقب .. المؤشر يعود 82 يوما ويخسر 830 نقطة
الصمت يلف صالات التداول في الجلسة المسائية.. عروض بلا مشترين
حبيب الشمري وعلى آل جبريل من الرياض - رويترز - - 12/02/1427هـ
لف صمت مطبق أمس صالات تداول البنوك السعودية ( محتكر أعمال الوساطة للأسهم)، بعد أن خسرت السوق منذ الصباح كل ما تملك خلال اليوم، ولم يبق لها في الفترة المسائية إلا أن تتدنى أكثر لتغلق المؤشر على النسبة خاسرا نحو 830 عند 16431 نقطة، وهو الإغلاق الذي سجلته في نهاية يوم 20 ديسمبر الماضي أي قبل 82 يوما. وبلغت التداولات سبعة مليارات خمسة منها صباحا بينما لم يتم التداول مساء إلا على ملياري ريال فقط.
ويعتقد خبراء أن السوق أجلت الحسم إلى جولات مقبلة، بيد أنهم يرجحون أن تمتد هذه الجولات بين 10 و 15 يوما، وسط قناعات أن المؤشر وصل إلى مرحلة تعتبر تصحيحا حقيقيا، خاصة أن شركات المضاربة خسرت أكثر من نصف رأسمالها.
واللافت اليوم، أن الانخفاض غابت أي بوادر للارتداد، رغم التوقعات الكبيرة التي تتردد أصداءها في المنازل والمنتديات السعودية، ويعزو الخبراء ذلك إلى بعض المستثمرين ربما ينتظرون عودة المؤشر ليباشروا الدخول بقوة.
وفيما لا توجد إحصائيات رسمية عن عدد الذي خرجوا من السوق بالإفلاس بفعل الانخفاض الشديد، يرى البعض أن الخسائر الأخيرة ستكون درسا قاسيا لكثيرين، وأن تعلمها في السنتين الأوليين من انتعاش السوق والاقتصاد السعودي يعد ذا فائدة كبيرة ربما يجني ثمارها من يبقون في السوق أو أولئك الذين يدخلون فيما بعد.
من جهته، أكد علي المزيد المحلل المالي، أن السوق السعودية لم تدخل مرحلة الخطر إنما دخلت مرحلة الأمان، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنها حسمت الارتفاعات الناجمة عن المضاربة. ولفت المزيد إلى أنه إذا كان السوق لا يراه البعض خطرا إلا في التراجع.
واعتبر أن السوق في تراجعها الحالي لا تزال تصحح أسهم المضاربة و الأسهم التي لا تحقق شركاتها ربحية، وأكدأن السوق السعودية دخلت مرحلة الأمان "إذ أنها تصحح نفسها للأفضل بحيث تكون العوائد الموزعة متناسبة مع السوق".
ووافقه الدكتور إحسان أبو حليقة خبير اقتصادي ورئيس مركز جواثا الاستشاري، بأن السوق في حالة تصحيح وهي عملية متدرجة، مشيرا إلى أنها ستستمر على مدى الثلاثة أسابيع، وجاءت بسبب التضخم الذي وصلت إليه شركات المضاربة. وقال أبو حليقة أن على الجميع أن ينظروا في حالة التصحيح التي تمر فيها سوق الأسهم السعودية بأنها حالة تخلص من علاوة المضاربة ومن سطوت المضاربين في السوق.
وفي الاتجاه ذاته، ذهب الدكتور عبد الوهاب أبو داهش المستشار المالي والاقتصادي، إلى أن السوق الحالي يمر بمرحلة تصحيح طويلة وقوية، متوقعا امتدادها حتى نهاية الشهر الجاري، بين صعود ونزول " لكنها في نهاية المطاف لابد أن تعود للارتفاع لوجود محفزات .
وسوق الأسهم السعودية تتراجع منذ أواخر فبراير شباط في تصحيح متوقع بعد أن دفع صعود قوي معدلات التقويم إلى مستويات كبيرة مدعوما بوفرة السيولة في السوق وتوقعات متفائلة بشان الاقتصاد الكلي.
واثار الصعود تنافسا من اجل تحقيق مكاسب سريعة بين نحو ثلاثة ملايين من صغار المستثمرين يفتقر معظمهم للوعي الأساسي باليات سوق الأسهم وانتهى بهم الحال يستثمرون بشدة في أوراق غير رابحة.
وتركزت التعاملات أساسا على أسهم الشركات الكبرى التي هبط معظمها بالنسبة المسموح بها يوميا.
وهبط سهم مصرف الراجحي 4.98 في المائة إلى 2291 ريالا وهبط سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك 4.95 في المائة إلى 1459 ريالا وهبط سهم الاتصالات السعودية 4.91 في المائة إلى 930 ريالا وهبط سهم الكهرباء 4.68 في المائة إلى 163 ريالا.
وقال تاجر آخر "من حسن الحظ أن كميات التداول منخفضة. هذا يشير إلى أن المستثمرين الرئيسيين لا ينزلقون إلى حالة الذعر التي أصابت صغار المستثمرين."
وأضاف "يجب أن ينبه هذا صغار المستثمرين إلى حقيقة أن هذا ربما لا يكون على الأرجح الوقت المناسب للبيع خاصة وان كبار المستثمرين لا يشاركون." وقال خان زاهد كبير الاقتصاديين في بنك الرياض ان موجة البيع كانت أساسا من جانب صغار المستثمرين وان عمليات الشراء قام بها تجار كبار. وقال هشام أبو جامع كبير المحللين الماليين في مؤسسة بخيت للاستشارات المالية أن المشكلة في السعودية معنوية أكثر من أي شيء آخر مضيفا أن التصحيح قد يستمر لأسبوعين اخرين.
وقال إن المستثمرين يجب أن يتوقفوا للتفكير ومراجعة محافظهم بهدوء مشيرا إلى أن أسهم المضاربة وصلت إلى مستويات غير منطقية وان أسهم الشركات الكبرى يجري تداولها الآن بأسعار مغرية بعد أن زادت زيادات كبيرة.