بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثر الحديث في المنتدى حول البنك الإسلامي البريطاني، واختلف الأعضاء ما بين ناصح بالشراء، وآخر يدعوا للتريث. فأحببت أن أشارككم بوجهة نظري المتواضعة.

البنوك بشكل عام، إما أن تكون تصبح الدجاجة التي تبيض ذهبا! فتعطيك من بيضها كل نهاية عام. أو أن تصبح وبالا على من اشتراها بأن يفلس البنك وتضيع كل الاستثمارات فيه. وحادثة بنك الاعتماد لم ينسها الناس بعد.

لكن الذي أحب أن أذكر به هنا، القاعدة الأولى التي علمونا إيها في الجامعة في مادة التمويل، وهي: العلاقة بين المخاطر والعائد علاقة طردية، فكلما زادت المخاطر زاد العائد!

مثال بسيط، الوديعة في البنك، مضمونة جدا ولا يمكن أن تخسرها، لذا فالعائد عليها 3-6% فقط. أما الأسهم فمخاطرها أعلى، ولذا فعائدها أعلى. ومن الأسهم من تكون مخاطره أعلى وأعلى، كالشركات الجديدة، لذا فالعائد فيها يكون أيضا أعلى بكثير، لأن أسعار أسهمها منخفضة.

والآن، لنرجع للبنك الإسلامي البريطاني. بالفعل ميزانية البنك للسنتين الماضيتين تظهران خسائر (نتيحة تكاليف التأسيس والاستشارات). وبالفعل انسحبت مجموعة البركة، وأيضا قلل أحد المؤسسين الأجانب (مايكل كارتر) من حصته. وهذه مؤشرات سلبية، تزيد من مخاطر الاستثمار في هذا السهم.

لكن، على الجهة الأخرى، هنالك مؤشرات إيجابية كبيرة. منها عدد المسلمين في بريطانيا الذي يصل إلى المليونين تقريبا. هذا العدد جعل البنك البريطاني، والبنك الكويتي، وبنك إيرلندا، وسيلحقهم بنك لويدز قريبا، بالقيام بتقديم خدمات تمويل "إسلامية" للأفراد!!

الأمر الآخر، هو تميّز البنك. أقصد عندما تبدأ شركة بتقديم خدمة غير موجودة، تسبق الآخرين في الحصول على حصة من السوق. مثال سريع على ذلك، مشروب السفن آب، كان أول مشروب غازي خالي من الكافيين، وظهر في الفترة التي كانت تتعالى فيها الأصوات بشأن أضرار الكافيين على الإنسان. فتمكنت الشركة المنتجة من الاستحواذ على حصة من السوق وجني أرباح طائلة. البنك الإسلامي البريطاني يمتاز بهذه الخاصية، أي تقديم أمر مختلف عما هو موجود. فالبنك يطبع الشريعة الإسلامية في جميع تعاملاته، مما سيساعده على الاستحواذ على حصة من السوق بسرعة.

الأمر الثالث هو تقديم البنك خدمات منافسة للبنوك الربوية. بمعنى آخر، يقدم البنك خدمات التمويل، والحسابات الجارية، والتوفير، والودائع، بجانب الهاتف المصرفي والبريد المصرفي. أي أن البنك لا يتوقع أن الناس تأتيه لأنه إسلامي فقط، بل لأن خدماته متميزة.

الأمر التالي هو مشاريع البنك وخططته. يبدوا أن أداء البنك الحالي مكنه من فتح ثلاثة أفرع إلى الآن، ويعد بإيصالها لعشرة مع نهاية هذا العام، وفتح الـ Online Banking مع بداية العام المقبل. لكن الأكثر من ذلك، هو خطط البنك بفتح أفرع في دول أوروبية أخرى! قيامه بهذا الآمر سيجعله يستفيد من النقاط التي ذكرناها سابقا حول التميز.

والآن، ماذا بالنسبة للسعر؟! في رأيي أن الوضع الحالي هو وضع مضاربة. أي بإمكان الفرد الشراء في أول اليوم وبيع الأسهم في نهاية اليوم وتحقيق أرباح رائعة. لكن من متابعتي لمشاركاتكم أرى أن هذا الأمر شبه مستحيل. لكنه سهل جدا على من يتعامل بالأسهم عن طريق الإنترنت.

أما للراغبين في الاستثمار طويل الأجل. فأرى أنه من الأفضل الترث قليلا، فأظن أن السهم سيثبت على سعر أفضل خلال الأسابيع القادمة.

تحيتي