المستثمرون مستاؤون من آلية الاكتتاب في أسهم «دانة غاز»
المستثمرون مستاؤون من آلية الاكتتاب في أسهم «دانة غاز»
توقع محللون ان يتجاوز حجم الاكتتاب في شركة «دانة غاز» حاجز 300 مليار درهم‚ وانخفاض نسب التخصيص الأمر الذي يرفع تكلفة السهم الواحد بالنسبة للمكتتبين الحاصلين على تمويل من البنوك إلى ثلاثة دراهم‚ مشيرين إلى ان حجم الاكتتاب سيتجاوز 300 مليار درهم‚ وربما يتفوق على اكتتاب شركة آبار البترولية التي تمت تغطيتها 80 مرة‚ متوقعين انخفاض نسب التخصيص إلى حد كبير‚ الأمر الذي سيجعل من الاكتتاب عديم الجدوى بالنسبة للمكتتبين الذين حصلوا على تمويلات من البنوك‚ حيث من المرجح ان ترتفع تكلفة السهم الواحد إلى ثلاثة دراهم وبالتالي التأثير على سعر السهم في السوق حال ادراجه في البورصة‚ مشيرين إلى ان الاكتتابات الأولية في ظل الاقبال الذي تحظى به من كافة الجنسيات لم تعد ذات جدوى اقتصادية‚ حيث باتت لا تحقق عائدا مجزيا للمستثمر الذي في امكانه ان يحقق عائدا افضل في حال استثمار أمواله في السوق الثانوية‚ مؤكدين ان البنوك الممولة للمكتتبين هي المستفيد الأول‚ تليها الشركة التي قامت بعملية الاكتتاب‚ في حين يأتي المستثمر أو المكتتب في آخر قائمة المستفيدين‚
إلى ذلك لا يزال عدد من بنوك الاكتتاب وعددها عشرة بنوك تمتنع عن فتح حسابات للمكتتبين الخليجيين‚ وتكتفي فقط بانهاء معاملات الاكتتاب‚ وارجع المحللون السبب إلى ان حسابات الاستثمار التابعة للخليجيين تدخل تحت اسم الحسابات النائمة التي لا تستفيد منها البنوك حيث لا يقوم اصحابها بتنفيذ عمليات عليها فترات طويلة‚
وأكد بعض المستثمرين ان الإجراءات الخاصة بالاكتتاب مجحفة حيث يشترط فتح حساب في البنك الوسيط وتحويل الراتب عليه‚ الأمر الذي يجعل البنك يحصل على عملاء «بلوي الذراع» ودون مزايا تمنح للمكتتبين معلنين ان الاكتتاب يشكل مهزلة كبيرة‚ حيث يحصل المكتتب على استمارة الاكتتاب مقابل 500 ريال‚
عبدالله الباكر يصف الاكتتاب في اسهم دانة غاز بأنه «مسخرة» حيث يضطر المستثمر ان يدفع مبلغ 500 ريال نظير الحصول على طلب الاكتتاب وهذه بداية القصيدة ثم عدم شفافية الشركة والتي اوضحت ان المكتتب بـ 3000 سهم سوف يحصل عليها فهل يعقل ان يخصص له مكتتب 3000 سهم وهناك آلاف المكتتبين؟ مشيرا الى ان احدى المعلومات التي يتم تداولها في السوق ان رأس مال الشركة تمكن تغطيته اكثر من 100 مرة مما يعد استخفافا بعقول المستثمرين‚
ويتابع الباكر ان المشكلة الكبرى التي ستواجه المستثمر عند رغبته في بيع هذه الاسهم انه لابد ان يكون لديه رقم مساهم في بورصة دبي ولديه حساب في بنك اماراتي بالاضافة الى عناء السفر وتكاليف الاقامة والطيران لانه لابد من وجود المكتتب اثناء البيع مشيرا الى ان ما يتبعه البنك الوسيط من اجراءات غير منطقية حيث يشترط ان يكون المكتتب لديه حساب ويحول راتبه عليه متسائلا بأي حق يكون هذا القانون المجحف الذي يكسب البنك عملاء بالقوة حيث ان الاكتتاب لا يتوقف عند فتح حساب فقط ولكن لا بد من تحويل الراتب عليه وهذا شرط تعسفي ولا شأن للشركة او البنك به لأن ما يعني الشركة والبنك وهو حصولهم على اموال الاكتتاب وليس من حقهم اجبار المكتتبين على تحويل رواتبهم ما لم تكن هناك مصلحة للبنك‚
ويشير الى انه بسبب كثرة الاقبال على الاكتتاب في اسهم دانة للغاز فان هناك اكثر من أربع رحلات يومية اضافية من السعودية لدبي لمواجهة الاعداد الكبيرة التي تتوافد عليها للاكتتاب في اسهم دانة للغاز مشيرا الى انه كان الافضل ان تكون العملية اكثر تنظيما ويسمح للشركة بأن تدرج في الاسواق المالية الخليجية بشكل عام ستكون هذه المرة الاولى التي تطرح فيها شركة بهذا الحجم ولجميع الاسواق الخليجية اكتتاب غير مجد‚
عبدالله القحطاني يقول ان الاسلوب المتبع من البنك الوسيط به نوع من «لوي الذراع» يجب ان تحول راتبك عند البنك هذا بالنسبة لقطر اما بالنسبة للامارات فيمنع فتح الحساب في أي بنك والدفع النقدي مرفوض ولكنهم لديهم حلان اولهما الاكتتاب عن طريق شيك مصدق من بنك المستثمر في قطر أو أي مواطن اماراتي لديه حساب في البنك يكتتب باسم الشخص القطري أي بفكرة الضامن من حساب المستثمر الاماراتي وعقب انتهاء الاكتتاب يصدر البيان بالاسهم المخصصة للقطري والمبلغ الناقص يصدر به شيك باسم المكتتب الاول وهو المستثمر القطري مشيرا الى ان كلا النظامين عقيم‚
ويرى القحطاني ان الاكتتاب في اسهم دانة للغاز لم يؤثر على السوق المالي في قطر أو على انخفاض الاسهم أو صعودها والدليل ان الانخفاض تصحيحي وطبيعي واعتبارا من الامس حيث رجعت اغلب الشركات للارتفاع خاصة ان اعلان النتائج للربع الثالث من العام الحالي قارب على الاعلان عنه وهذا يدعو المستثمر الى التمسك بأسهمه والاقبال على شراء المزيد من الاسهم للحصول على المزايا التي ينعم بها المستثمرون من الاعلان عن النتائج الربعية‚
من جانبه يوضح حمد المعاضيد أن الاكتتاب في أسهم دانة كان غير منظم حيث ان هناك الكثير من المشاكل التي تسود عملية الاكتتاب منها اشتراط البنك الوسيط ان يكون الاكتتاب حكرا على من لديهم حساب في البنك وكذلك فإن اشتراط تحويل الراتب يعد شرطا لا يحق للبنك اشتراطه كأساس للاكتتاب مشيرا الى أن الاكتتاب سيصبح غير ذي جدوى مع تزايد عدد المكتتبين حيث من المتوقع أن تتم تغطية رأس المال عدة مرات الأمر الذي يجعل العملية برمتها غير مجدية ويشير المعاضيد إلى أن تكاليف الطيران والاقامة عند رغبة المستثمر في بيع أسهمه تجعل العملية أكثر صعوبة خاصة مع تزايد عدد المكتتبين بشكل جنوني وشرح لنا أحد المستثمرين العائدين من دولة الامارات العربية المتحدة أنه شاهد زحاما خانقا على الطرق في طريقه اليها لم تشهده الطرق السريعة من قبل وأخبرنا عن تجربته في هذه الرحلة المضنية قائلا: بينما كنت أسير على الطريق السريع في الأراضي السعودية شاهدت من بعيد عنصرا بشريا يلوح بيديه والى جانبه تقف سيارة جيب كانت تفوح منها رائحة قوية عند توقفي عنده لاستطلاع الأمر وعند سؤالي له عن وجود عطل ما في سيارته أجاب قائلا لا توجد أعطال وإنما نفد الوقود ولم احتمل الوقوف لتعبئة الخزان خوفا من عدم لحاقي بالاكتتاب في شركة «دانة غاز» وأخشى أن تكون الفرصة الأخيرة قد نفدت‚
وتابع المستثمر القطري قائلا لقد شعرت بنوع من الاحباط والتعاسة لهذا الحال الذي وصل اليه مستثمرونا الخليجيون حيث تجد أن الأسهم باتت في فراشهم وأحلامهم وطموحاتهم وأصبحت الشغل الشاغل للكبير والصغير الحديث عن الأسهم وعن الشركات المطروحة للاكتتاب وقد تجد من يتابع تلك الشركات ولو كانت موجودة في جمهورية الصين وعند سؤالنا لذلك المستثمر عن سبب سفره للاكتتاب في تلك الشركة قال لقد ذهبت لأكتتب فعلا ولكني لم أكن أتوقع أن اشاهد ما شاهدته‚ حيث انني تفاجأت بأناس ينامون على اطراف الطرق بسياراتهم وبجانب محطات الوقود وهذا وضع لم نشهده من قبل وبدورنا تحدثنا الى المستثمر منصور الهاجري وسألناه عن رأيه بشركة «دانه غاز» وعن تأثيرها على أداء السوق المحلي فقال: إن الخير الذي نلناه من شركاتنا الوطنية يوجب علي كل مستثمر ألا يفكر في تسييل مدخراته خارج بلاده متمنيا على باقي المستثمرين ألا يساهموا في خروج السيولة المحلية الى خارج سوقنا المالي وأن تتعزز الثقة أكثر به نظرا للخير الذي عم على جميع أفراد الشعب من مواطنين ومقيمين ومن مختلف الاجناس والأعراق‚
|
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alanood
