خامسا : ما ذكر عن إقامتي في مصر خارج قطر له أسبابه فبعد إحالتي للتقاعد لم أعد مرتبطا بعمل في قطر وفي مصر أقوم بالإشراف على مكتب القاهرة لمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا وهذا المكتب يقوم بخدمات جليلة، فلولا هذا المكتب لما استطعت أن أتواصل عن طريق هذا الموقع مع إخوتي في قطر، فأبنائي العاملون في المكتب يبلغونني بالأسئلة وأملي عليهم الرد الذي ينشرونه على الموقع، كما أنه يتلقى أسئلة كثيرة من المسلمين في أمريكا، حيث إن للمجمع موقعا على شبكة المعلومات الدولية " الانترنت " وهذه الأسئلة يجاب عنها باللغة العربية وتترجم أيضا إلى اللغة الانجليزية حتى يكون التواصل مع المسلمين الناطقين بهذه اللغة في أمريكا، وكثيرا ما تأتي الأسئلة باللغة الإنجليزية حيث مقر المجمع الرئيس هناك فيكون الجواب عنها باللغة الإنجليزية وقد يترجم السؤال إلى العربية لعدم وجود من يجيب عليه بالانجليزية، وبعد الرد على الفتوى ونشرها بالعربية تترجم أيضا إلى الإنجليزية، إلى جانب أعمال المجمع الأخرى .

كما أن وجودي في القاهرة ساعدني كثيرا على انتهائي من تأليف كتب ظلت سنوات طويلة دون إنجاز، والاتصال بالمسلمين هنا في مصر عن طريق دورات علمية ولقاءات يومية أجيب فيها على أسئلتهم في الدين، فما أقوم به هنا لا أستطيع أن أقوم به في قطر، فعلى سبيل المثال في هذا العام قضيت شهرا ونصف الشهر في قطر لم أستطع أن أقدم للإسلام والمسلمين ما أقدمه وأنا في مصر ولم أستطع .

إذاً بعدي عن قطر لفترات طويلة ليست هجرا ولا رغبة عن البقاء بها فأرجو أن يعذرني أهلي هناك وإخوتي وأخواتي وأبنائي وبناتي.

سادسا : من اشترى أسهم شركة ما وهو يظن أنها حلال ثم تبين له أنها حرام فعليه أن يتخلص من هذه الأسهم كلها ثم يأخذ منها ماله الحلال ويخرج المال الحرام، وبهذا أيضا صدرت فتاوى جماعية.

أما أن يحتفظ بهذه الأسهم ويخرج الحرام فهذا يعني أنه يظل يتعامل بالربا ولكن لا يأكله حيث يتخلص منه وهذا غير جائز لأن تحريم الربا ليس في أكله وإنما كل من اشترك في عملية ربوية ملعون كما جاء في حديث رسول الله الذي ذكرته من قبل ورواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره أيضا .

وأرجو ان يتذكر إخوتي وأخواتي وأبنائي وبناتي المثل الذي ذكرته من قبل في معرض الحديث عن الشركة وذكره الشيخ العلامة الدكتور / بكر أبوزيد في جلسة المجمع التي بحثت موضوع هذه الأسهم، وانتهى قرار المجمع إلى عدم جواز التعامل في هذه الأسهم المحرمة.

ثم إنني لا أعلم أحدا من سلفنا الصالح أو أئمتنا الأعلام رضوان الله عليهم قال بهذه المقولة المعاصرة فيما يعرف بالتطهير، والتطهير إنما يكون بعد التوبة، أما مع الإصرار على ارتكاب الحرام فالمال لا يتطهر وصاحبه لا يتطهر.


هذا والله عز وجل هو الأعلم وهو المستعان وهو الهادي إلى سواء السبيل، وأسأله عز وجل أن يغفر لي ولإخواني جميعا من أفتى بالتطهير ومن لم يجزه.

" سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين " .