عاجل ...
أعلنت الجمعية الفلكية بجدة انه وبمشيئة الله تعالى تشهد سماء المملكة العربية السعودية والوطن العربي مساء الأربعاء 13 رجب 1432 هجرية الموافق 15 يونيو 2011 ( حسب تقويم أم القرى ) خسوفا كليا نادرا حيث أن القمر سوف يعبر تقريبا من أمام مركز ظل الأرض وهذا الحدث حدث أخر مرة في سماء السعودية منذ 40 سنه وهو احد الخسوفات القمرية الأكثر ظلمة وندرة في التاريخ.
وبين رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة : أن مثل هذا الخسوف النادر حدث في سماء المملكة في 14 جمادى الآخرة 1391 هـ الموافق ( 6 أغسطس 1971 ) في حين كان أخر خسوف مثله شهدته الكرة الأرضية ولم يكن مشاهدا في المملكة حدث في العام 1421 هـ.
وقال أبو زاهرة : انه سيبدأ دخول القمر لمنطقة شبة ظل الأرض عند الساعة 8:24 مساء بتوقيت مكة المكرمة وهذه المرحلة لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة حين أن القمر لم يحدث في خسف وأشعة الشمس ما تزال تصل إليه ، يعقب ذلك بداية الخسوف الجزئي عند الساعة 9:23 مساء وتعتبر هذه المرحلة مهمة حيث يتم خلالها القيام بالتعرف على شكل الكرة الأرضية من خلال ظلها الساقط على القمر فالراصد سوف يلاحظ أن الظل الساقط على القمر حافته متقوسة . ويبدأ بعد ذلك الخسوف الكلي عند الساعة 10:22 مساء حيث يكون كامل القمر داخل في ظل الأرض ويصل الخسوف ذروته عند الساعة 11:13 مساء ويكون القمر عند هذا التوقيت في الأفق الجنوبي الجنوب الشرقي بالنسبة للكعبة المشرفة في حين يكون فوق الراصدين في كبد السماء في الجزء الجنوبي من المحيط الهادي بين مدغشقر واستراليا وسيبلغ مقدار ما سوف يغطيه ظل الأرض القمر (170.5 %) وهذه القيمة تشير إلى المقدار الذي وصل فيه القمر داخل ظل الأرض ما يعني أن القمر سيكون في عمق ظل الأرض ما يجعل المشاهد للقمر في ذلك التوقيت يلاحظ انه أكثر ظلمة من الخسوفات القمرية الأخرى المعتادة مع الأخذ في الاعتبار العوامل الجوية ويستمر الكسوف الكلي 100 دقيقة وهي من الحالات النادرة أن يستمر الخسوف كليا هذه المدة.
وعلى الرغم من أن الكرة الأرضية تحجب أشعة الشمس المباشرة عن القمر خلال الخسوف الكلي إلا انه يتحول إلى اللون الأحمر. ويرجع السبب في ذلك إلى أن أشعة الشمس الغير مباشرة تبقى قادرة على الوصول إلى القمر ولكن قبل ذلك عليها المرور من خلال الغلاف الجوي للأرض الذي يقوم بترشيح معظم ألوان الضوء الأزرق ويتبقى الضوء الأحمر والبرتقالي القاتم إضافة إلى ذلك فان الغلاف الجوي للأرض يقوم بعكس أو انحناء كمية بسيطة من ضوء الشمس التي يمكن أن تصل إلى القمر وتجعله مضيء. ولو أن الأرض لم يكن يحيط بها غلاف جوي لكان القمر خلال الخسوف الكلي بلون اسود . والقمر عند خسوف القمر الكلي يمكن أن يأخذ اللون البني الغامق والأحمر إلى البرتقالي البراق والأصفر وهذا يعتمد على كمية الغبار والغيوم الموجودة في الغلاف الجوي حول ارض.
ونوه أبو زاهرة : إلى إن الجمعية سوف تقوم برصد ميداني لملاحظة تفاصيل عديدة لخسوف القمر الكلي حيث سيتم رصد وتصوير شكل الكرة الأرضية من خلال ظلها الأرض الذي سوف يسقط على القمر ويعطي شكل الأرض الدائري حيث ستظهر حافة الظل متقوسة وذلك في بداية الخسوف الجزئي وهي طريقة استخدمها قدماء الإغريق في إثبات كروية الأرض ورصد دخول الفوهات القمرية إلى داخل ظل الأرض إلى جانب رصد القمر بشكل دقيق لاحتمالية ظهور أي ألوان أخرى خلال مرحلة الخسوف الكلي وخاصة عند استخدام المنظار الثنائي العينية أو التلسكوب . ففي بعض الأحيان يحدث أن تظهر الألوان الزرق والأخضر والأرجواني بشكل ضعيف . وسوف يتم تقييم مدى الظلمة في القمر وذلك باستخدام مقياس دانجون . إضافة انه حيث سيكون القمر عند الذروة على بعد 374508.9 كيلومتر من الأرض حيث سيتم ملاحظة حدوث أي نشاط جيولوجي غير اعتيادي على الكرة الأرضية سواء كان نشاط زلزالي أو بركاني وذلك من خلال البيانات الصادرة عن المراكز الزلزالية المنتشرة حول العالم.
وسوف ينتهي الخسوف الكلي الساعة 12:02 منتصف الليل ويتبع ذلك نهاية الخسوف الجزئي عند الساعة 01:02 فجرا . ويخرج بعد ذلك القمر من منطقة شبة ظل الأرض عند الساعة 02:00 فجرا.
وعلى عكس كسوف الشمس الذي تكون أشعة الشمس مضرة للعين المجردة، فان خسوف القمر لا توجد حاجة إلى استعمال أي نوع من النظارات الخاصة أو الوقائية ويمكن رصد الخسوف بالعين المجردة، طبعاً في حالة خلو الجو من أي غيوم أو غبار ، ويمكنك استعمال منظار لتقريب الصورة ومشاهدة القمر بشكل واضح وقريب.
وسوف يكون الخسوف الكلي للقمر مرئيا في إفريقيا وجنوب أسيا واستراليا.
وأفضل المناطق لرصد الخسوف سيكون في وسط أسيا وشرق أوروبا وشمال شرق إفريقيا. وسوف يرصد الخسوف مع شرق القمر في أمريكا الجنوبية وغرب إفريقيا وأوروبا ، في الوقت الذي يرصد مع غروب الشمس في شرق آسيا واستراليا.
جدير بالذكر بأنه وبمشيئة الله تعالى سيكون الخسوف التالي المشاهد في سماء المملكة في منتصف محرم العام المقبل 1433 هـ .
