الأسواق الخليجية في عام 2009 : بين التفاؤل والتشاؤم
الأسواق الخليجية في عام 2009 : بين التفاؤل والتشاؤم
أرقام - خاص 04/01/2009
مع انطلاق تداولات العام الجديد لأسواق الخليج (يوم امس في السعودية واليوم في باقي الاسواق) تباينت اراء المراقبين والمتعاملين حول الأداء المتوقع للعام الحالي، وذلك بعد عام 2008 العصيب، وذلك بين متفائل ومتشائم.
ويعول المتفائلون على المستويات المنخفضة التي وصلت اليها أسعار الاسهم بعد تراجعات عام 2008 الحادة والتي يؤكدون انها قد استوعبت معظم إن لم يكن جميع الاخبار السيئة المحتملة وبالتالي فإنه لم يعد هناك طريق أمام هذه الاسواق سوى الصعود وفي اسوأ الاحوال الاستقرار بعد تقلص المخاطر وتنفيس الفقاعة التي نشأت في عامي 2004 و 2005 بالكامل.
أما المتشائمون فيتحدثون عن فقدان الثقة في الاسواق وعزوف الكثير من المتعاملين عن المخاطرة بعد الخسائر التي عانوا منها منذ عام 2006 وهو ما سيؤدي إلى احجام السيولة عن الدخول مجددا في السوق على المديين القريب والمتوسط وفضلا عن ذلك فإنهم يشيرون إلى أن العوامل التي ادت إلى التراجع الكبير في الأشهر الاخيرة من عام 2008 لاتزال قائمة مثل ركود الاقتصاد العالمي وتداعياته على الأسواق المحلية وتراجع اسعار النفط وانخفاض أرباح شركات رئيسية في معظم الاسواق.
وكانت أسواق المنطقة قد سجلت تراجعات حادة مقارنة بمستوياتها العليا التي تم تسجيلها في عام 2008 تراوحت بين 38 % في البحرين و 74 % في دبي في حين تخطت الـ 50 % في معظم الأسواق الاخرى كما يوضح الجدول التالي:
أداء أسواق المنطقة مقارنة بأعلى مستوى لها في عام 2008
السوق المالي
أعلى مستوى خلال عام 2008
إغلاق 2008
التغير
السعودية
11697
4803
- 59 %
الكويت
15668
7783
- 50 %
دبي
6315
1636
- 74 %
أبو ظبي
5159
2390
- 54 %
الدوحة
12636
6886
- 45 %
مسقط
12165
5441.0
- 55 %
البحرين
2914
1804
- 38 %
ومابين الرأيين فإن أنظار المتعاملين ستتركز على عدة مؤشرات رئيسية والتي من المتوقع ان تشكل عوامل حاسمة في اتخاذ القرارات من قبل المتعاملين وبالتحديد تحركات اسعار النفط، ونتائج الشركات للربع الأول من عام 2009، وتطورات الاقتصاد العالمي.
العوامل الرئيسية المؤثرة في اسواق الاسهم عام 2009
أسعار النفط
بالرغم من أنه لم يكن هناك ارتباط مباشر بين حركة اسعار النفط وأسواق الاسهم الاقليمية معظم السنوات الـ 5 الماضية، وذلك بسبب عوامل اخرى طغت على حركة الاسواق كان اهمها عمليات تدفق الأموال على الاسواق بشكل غير عادي في عامي 2004 و 2005 ومن ثم عمليات التسييل شبه المستمرة من قبل المتعاملين والصناديق بعد انهيار عام 2006 والتي استمرت على فترات حتى نهاية عام 2008 وأن تخللها عمليات شراء متفرقة، إلا أن ذلك قد يتغير في العام الجديد بعد أن عادت مستويات التقييم للاسهم لمستويات ماقبل الطفرة وبذلك فإن الاسواق اصبحت أكثر قابلية للتأثر بتحركات أسعار النفط كما جرت عليه العادة قبل طفرة الأسهم.
نتائج الربع الأول 2009
نظرا لانخفاض مستوى الشفافية في الأسواق الخليجية بشكل عام فإن آثار التطورات الأخيرة قد لا يتمكن المستثمرون من تقييمها قبل اعلان نتائج الربع الاول من عام 2009 حيث ستكون الاثار قد انعكست بشكل كامل على نتائج الشركات وبالتالي سيكون بامكان المستثمرين إعادة تقييم الشركات بناءا على دورة اقتصادية جديدة. ومن المنتظر أن تشهد نتائج الربع الاول مفاجاءات سلبية واخرى ايجابية سيكون من شأنها تغيير خارطة الأسعار خلال الربع الثاني من العام.
تطورات الاقتصاد العالمي
تشير معظم التوقعات الحالية أن الركود العالمي سيستمر طوال عام 2009 وإن كانت بوادر الانتعاش ستبدأ بالظهور في منتصف العام أو على ابعد تقدير في نهايته، غير أن التطورات المستقبلية لا تسير على حسب التوقعات في العادة فقد يكون الركود سريعا ويبدأ الاقتصاد العالمي في الانتعاش بسرعة (ايجابي للأسواق) وقد يستمر الانكماش لفترة أطول من المتوقع (سلبي للأسواق). وستكون تطورات الاقتصاد الأمريكي الذي يشكل نحو 30% من الاقتصاد العالمي هي المؤشر الرئيسي الذي سيترقبه المستثمرون حول العالم.
أسعار الفائدة والتضخم
ستبقى اسعار الفائدة منخفضة طوال عام 2009 وكذلك ستشهد مستويات التضخم تراجعا في جميع دول المنطقة وهي عوامل مساعدة على انتعاش الأسواق.
ثقة المستثمرين
لا شك في أن ثقة المستثمرين في الاسواق قد تلقت ضربات متوالية خلال الأعوام الثلاثة الماضية ومن الصعب أن يتم استعادة هذه الثقة بسرعة مالم تتوالى الأخبار المشجعة وتبدأ الأسواق انتعاشها بشكل تدريجي وثابت.
