17.4 مليون ريال أرباح الإجارة في 8 شهور
أجري الحوار: محمود عبدالحليم :الشركة الوطنية للإجارة الإجارة من الشركات الحديثة والواعدة في السوق القطري. استطاعت أن تحقق نجاحاً ملحوظاً منذ بدء نشاطها العام الماضي.. والنتائج المالية المتحققة تعكس بوضوح التطورات الكبيرة بالشركة. كما أن أسهم الشركة تحظي باهتمام متزايد من المستثمرين سواء للمستثمر العادي أو المستثمر الذي يسعي إلي أسهم تتوافق أنشطة شركاتها مع الشريعة الإسلامية.
في الفترة الأخيرة انتشرت أنباء بين المستثمرين في السوق تشير إلي أن مجلس إدارة الشركة قد وافق علي زيادة رأس المال.. وقد رأي البعض بأن هذه الأنباء كانت أحد الصعود الملحوظ في سعر سهم الشركة خلال الاسبوعين الأخيرين.
الراية الاقتصادية في إطار حرصها علي رصد أداء شركات البورصة القطرية حملت هذه الأنباء والتساؤلات حول التطورات الجديدة بالشركة ومشاريعها الحالية والمستقبلية إلي هاشم السيد المدير العام للشركة الوطنية للإجارة حيث أكد أن مجلس الإدارة لم يناقش خلال الفترة الماضية أي موضوعات تتعلق بزيادة رأس مال الشركة حتي يوافق علي هذه الزيادة.. مشيراً إلي أن الحديث عن زيادة رأس مال الإجارة من السابق لأوانه الآن خاصة أن السنة المالية يتبقي بها حوالي أربعة شهور بالإضافة إلي أن الترتيبات والاستعداد لعقد الجمعية سيظل حتي الربع الأول من العام القادم 2006.. وأشار إلي أن الشركة واصلت أداءها ونتائجها المالية القوية خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين. هنا تفاصيل الحوار:
الراية: المتابع لأداء الشركة يري تطوراً كبيراً فترة بعد أخري.. فما هي النتائج المالية للفترة التي انقضت من العام الجاري؟
- هاشم السيد: استطاعت الشركة الوطنية للاجارة أن تمضي بخطوات ثابتة وقوية خلال العام الجاري.. ورغم بقاء حوالي أربعة شهور علي نهاية السنة المالية.. إلا أن النتائج المالية التي تحققت خلال الشهور الثمانية الأولي حتي نهاية أغسطس تقترب كثيراً من النتائج المستهدفة للعام الجاري.
وخلال الشهرين التاليين للنصف الأول من العام وهما شهرا يوليو و أغسطس واصلت الشركة أداءها القوي.. حيث بلغ إجمالي أصول الشركة مبلغاً يقدر ب 231 مليون ريال في نهاية شهر أغسطس وهو ما يمثل زيادة ونمواً بنسبة 20% عما كان عليه إجمالي الأصول في نهاية النصف الأول من العام الجاري إجمالي الأصول في نهاية يونيو كان يقدر ب192 مليون ريال . كذلك سجلت حقوق الملكية نمواً تبلغ نسبته 3.2% لترتفع إلي 176 مليون ريال عما كان عليه في نهاية يونيو.
وفيما يتعلق بالإيرادات فقد بلغت في نهاية أغسطس حوالي 24.4 مليون ريال، في حين بلغ صافي الأرباح حوالي 17.4 مليون ريال و هو ما يمثل زيادة مقدارها 5.3 مليون ريال مقارنة بصافي الربح المتحقق في نهاية شهر يونيو الماضي وبنسبة نمو 43% أرباح النصف الأول بلغت 12.1 مليون ريال .
وترجع هذه الزيادة في النتائج المالية للشركة للنشاط الملحوظ في زيادة إجمالي التسهيلات التجارية الممنوحة للعملاء أفراداً وشركات . وقد بلغ إجمالي التسهيلات حوالي 198 مليون ريال وبمعدل زيادة يقدر ب 24 مليون ريال وبنسبة نمو 13% مقارنة بالتسهيلات الممنوحة حتي نهاية النصف الأول من العام.. ولا يفوتنا أن ننوه هنا ونحن نعلن هذه الأرقام الإشارة إلي أننا أصبحنا قريبين جداً من النتائج المالية المستهدفة لعام 2005 بالكامل رغم بقاء أربعة شهور علي نهاية السنة المالية. وحسب التقديرات لميزانية عام 2005 فإن الأرباح المتوقعة للعام 2005 تبلغ 18.8مليون ريال. وبالطبع فإنه مع استمرار هذا الأداء القوي للشركة فإن النتائج المالية مع نهاية السنة المالية ستكون أعلي من هذا الرقم بكثير وهو ما يصب في صالح المساهمين ويتوافق مع استراتيجية مجلس إدارة الشركة في تعظيم أرباح الشركة وعوائدها المالية.
زيادة رأس المال
الراية ترددت أنباء بين المستثمرين في سوق الدوحة للأوراق المالية تشير إلي اتخاذ مجلس إدارة الشركة قراراً بزيادة رأس المال.. فما هي حقيقة هذه الأنباء؟
- هاشم السيد: الأنباء والشائعات هي من سمات الأسواق المالية.. ومن هنا فإننا نشدد علي أمر جوهري وهو ضرورة أن يتوخي المستثمرون الدقة والتأكد من هذه المعلومات من مصادرها الرئيسية سواء من خلال مسؤولي الشركات أنفسهم أو إدارة السوق التي تتابع حثيثاً أية تطورات جديدة تخص أية شركة من الشركات المدرجة.
وفيما يتعلق بالأنباء التي أشارت إلي أن مجلس إدارة الشركة الوطنية للإجارة اتخذ قراراً بالموافقة علي زيادة رأس المال فإنني أؤكد أنها أنباء عارية من الصحة وغير دقيقة. وأود التأكيد علي نقطة هامة وهي أن فترة إجازة الصيف لم تشهد أية اجتماعات لمجلس إدارة الشركة الوطنية للإجارة كما أن الفترة السابقة لإجازة الصيف لم يتطرق فيها اجتماع مجلس الإدارة إلي موضوع زيادة رأس المال.. وأننا نعتبر أن الحديث من الآن عن زيادة رأس مال الشركة موضوع سابق لأوانه خاصة أن السنة المالية يتبقي علي انتهائها حوالي أربعة شهور كما أن الاستعداد وترتيبات عقد الجمعية العمومية يستمر حتي نهاية الربع الأول من العام القادم كما جرت العادة.
ونري أن الأنباء التي جري ترويجها بين المستثمرين في الفترة الماضية بشأن زيادة رأس مال الشركة الوطنية للإجارة هي لغرض في نفس الأشخاص الذين روجوا لها بهدف تحقيق مكاسب شخصية من ارتفاعات الأسعار التي ترافق مثل هذه الأنباء.
الصكوك الإسلامية
الراية: أعلنت الإجارة قبل فترة اتجاهها إلي إصدار صكوك إسلامية بحوالي 200 مليون دولار وتوقع الانتهاء من ترتيباتها قبل نهاية العام الجاري 2005.. فما هي التطورات الجديدة في هذا الصدد؟
- هاشم السيد: بالفعل أعلنت الإجارة منذ حوالي شهرين علي لسان أحد أعضاء مجلس الإدارة الاتجاه إلي صدور صكوك إسلامية.. وفي هذه الناحية من المهم أن نوضح عدة نقاط أساسية:
الصكوك الإسلامية هي إحدي وسائل التمويل الشرعية المقبولة لدي الشركة الوطنية للإجارة لكن إصدار هذه الصكوك وفقاً لآليات تتماشي مع احتياجات الشركة لذا فإننا علي اتصال بالعديد من المؤسسات المالية في داخل وخارج قطر لتحديد أفضل الطرق لإصدار الصكوك.
الالتزام بالإطار القانوني والتشريعات فيما يتعلق بتحديد قيمة هذه الصكوك.. وهنا نشير إلي أن قيمة الصكوك يحددها معياران أساسيان إما أن تكون مساوية لرأس مال الشركة أو مساوية قيمة الأصول التي تمتلكها.
والشركة الوطنية للإجارة تسير في موضوع إصدار الصكوك وفقاً للمعايير والمحددات التي ذكرتها سابقاً وباعتقادنا أن عملية الطرح والاصدار ستأخذ فترة كافية من الوقت خاصة وأن الفكرة جديدة علي السوق القطري وحتي يتم استكمال جميع جوانب المشروع والإجراءات اللازمة من قبل الجهات المختصة حتي نضمن له النجاح اللائق.
أداء سهم الشركة
الراية: تناولنا لموضوع أنباء زيادة رأس المال والصكوك الإسلامية يدفعنا إلي التساؤل حول تقييم أداء سهم الشركة في البورصة خلال الفترة الأخيرة؟
- هاشم السيد: بالنسبة لأداء سهم الإجارة في البورصة فإنه يمكننا القول إن الإجارة خلال الفترة الحالية هي من أسهم المضاربات وذلك لاعتبارين أساسيين:
- الأول: قلة عدد أسهم الشركة، فعدد الأسهم المطروح في السوق يبلغ حوالي 7.15 مليون سهم، كما أن 40% من رأس المال لايزال يمتلكه المؤسسون وهو ما ساعد علي قلة وندرة عدد الأسهم.. ومن ثم فإن هذه الندرة أو القلة تخدم المضاربين.
- الثاني: عدم نضوج بعض المتعاملين في السوق فيما يتردد من أنباء بشأن الشركات المدرجة وصحة أو خطأ هذه الأنباء يخدم في الأساس عملية المضاربة وتعرض السهم للارتفاع أو الهبوط.
ونعتقد أن هذين العاملين يحكمان تحركات سعر السهم في السوق خلال الفترة الحالية.
في الوقت ذاته فإن هناك عوامل أخري لا ينظر إليها المضارب في هذه المرحلة.. وهذه العوامل الأخري ترتبط بأن أسهم الشركة تعتبر من أهداف الاستثمار طويل الأجل من ناحية نوعية الشركة والأنشطة التي تقدمها وانعكاس ذلك علي النتائج المالية وزيادة الربحية. والشركة الوطنية للإجارة من الشركات التي استطاعت أن تحقق أداءً قوياً يفوق التوقعات رغم أنها من الشركات المؤسسة حديثاً. ونتائج الشهور الثمانية التي سبق الإشارة إليها تعكس بوضوح التطور الكبير الذي تشهده الشركة فترة بعد أخري.
أنشطة الشركة
الراية: ماذا عن تطورات الأداء في الأنشطة وخدمات الشركة الوطنية للإجارة؟
- هاشم السيد.. فيما يتعلق بأنشطة وخدمات الشركة فإنها تنقسم إلي قسمين الأول وهو التقليدي من خلال استقبال عملاء الشركة وتوفير وتلبية احتياجاتهم عن طريق التسهيلات التجارية.. والقسم الثاني يتعلق بالأنشطة الاقتصادية الكبيرة.. وفي هذا الجانب نشير إلي أن الوطنية للإجارة لديها عدد من الاتصالات مع المؤسسات الحكومية لتلبية احتياجات مشاريعها وعمليات التمويل اللازمة.. وقد التقينا بمسؤولي هيئة الأشغال وبحثنا معهم مشروع المواقف الخاصة بالمعدات والآليات الثقيلة.. كما أننا ندرس هذه الأيام مناقصة خاصة بوزارة الشؤون البلدية والزراعة حول إنشاء مقر مواقف في منطقة الخليج الغربي.. بالإضافة إلي وجود اتفاقية لترتيب تمويل لإحدي الجهات الحكومية.
أما ما يتعلق بالشركات الكبري من القطاع الخاص فإننا نجري اتصالات دائمة معهم لتلبية احتياجاتهم وتتركز معظم هذه الاحتياجات في تأجير المعدات والآليات الثقيلة في ظل النهضة العمرانية وتطوير البنية التحتية بالدولة، وإنشاء المرافق الحيوية.
وقد طرأت زيادة ملحوظة علي أعداد العملاء في الشركة الوطنية خلال شهري يوليو وأغسطس حيث ارتفع عدد العملاء إلي 615 عميلاً مقارنة مع 530 عميلاً في نهاية شهر يونيو الماضي وبزيادة نسبتها 16% ويتوزع العملاء بين حوالي 70% أفراداً و30% شركات ومؤسسات.
العلاقة بالبنوك
الراية: قبل فترة ذكرت أن هناك مفاوضات لبناء علاقة تعاون مع أحد البنوك الوطنية الكبيرة.. ما هو الجديد في هذا الجانب؟
- هاشم السيد.. خلال الفترة الماضية نجحنا في بناء علاقة استراتيجية مع الوطني الإسلامي وذلك بهدف توفير الاحتياجات التمويلية الكبيرة.. والوطني الإسلامي من شركائنا الاستراتيجيين في بعض مشاريعنا التي نود طرحها في المستقبل القريب.
في الوقت ذاته لدينا علاقات وثيقة مع بنك قطر الدولي الإسلامي ونشكرهم علي تعاونهم الدائم وعلاقتهم الممتازة مع الوطنية للاجارة باعتبارها شركة تقدم خدمات تسهيلات تجارية.
ونود الإشارة هنا إلي أن وجود الفروع الإسلامية للبنوك التجارية بالإضافة إلي البنوك الإسلامية خدمت كثيراً الشركة الوطنية للإجارة، كما أعطت دفعة قوية لعملائنا خاصة من الشركات التي لا يقبل نظامها الأساسي إلا التعامل مع هذا النوع من البنوك.
ولاشك أن البنوك والفروع الإسلامية ساهمت في تنمية وتطوير الجهاز المصرفي بالدولة.
استثمارات الشركة
الراية: ماذا عن استراتيجية الإجارة فيما يتعلق بالاستثمارات؟
- هاشم السيد.. كما يعلم الجميع فإن الإجارة هي مؤسسة تجارية وهو ما يعني أن تصرفاتها الاستثمارية تكون طبقاً لتصرفات رجل الأعمال الناجح الذي يبادر باستمرار ويبحث عن مواطن الربح ويتجه إليها مباشرة بهدف تعظيم العوائد والأرباح.. والوطنية للإجارة تسعي باستمرار إلي اقتناص الفرص الاستثمارية الجيدة التي تصب في النهاية في صالح الشركة ومن ثم تعظيم العوائد للمساهمين.. ومن أهم الأهداف الاستراتيجية للشركة تنويع الاستثمارات لتحقيق أفضل العوائد والأرباح.
