لا تُظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تُظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك
لقول الله تعالى( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون،لَا تعتذروا قد كفرتم بعد إِيمانكم)التوبة
وألاَّ يختلق المازح الحكايات الخيالية ليُضحك الآخرين، لقوله صلى الله عليه وسلم (ويل للذي يُحدِّث فيكذب ليضحك به القوم، ويلٌ له ويلٌ له)رواه أحمد، وحسنه الألباني،
ألاَّ يتضمَّن المزاح أذًى بأحدٍ من الناس،
لقوله صلى الله عليه وسلم،لا يأخذنَّ أحدكم متاع صاحبه لاعبًا ولا جادًّا وإن أخذ عصا صاحبه فليردها عليه)رواه أحمد،وحسنه الألباني
شروط المزاح الشرعي،
ألا يكون فيه شيء من الاستهزاء بالدين، قال تعالى(ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون – لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)التوبة،
قال ابن تيمية رحمه الله ( الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه )
وكذلك الاستهزاء ببعض السنن ، ومما انتشر كالاستهزاء باللحية أو الحجاب،أو بتقصير الثوب،
قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين
فجانب الربوبية والرسالة والوحي والدين جانب محترم لا يجوز لأحد أن يبعث فيه لا باستهزاء بإضحاك ، ولا بسخرية ، فإن فعل فإنه كافر ، لأنه يدل على استهانته بالله عز وجل ورسله وكتبه وشرعه ،لأن هذا من النفاق ، فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفر ويصلح عمله ويجعل في قلبه خشية من الله عز وجل وتعظيمه وخوفه ومحبته ،
لا يكون المزاح إلا صدقاً،
قال صلى الله عليه وسلم(ويل للذي يُحدث فيكذب ليُضحك به القوم ويل له)رواه أبو داود
وقال صلى الله عليه وسلم محذراً من هذا المسلك الخطير الذي اعتاده بعض المهرجين، (إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليُضحك بها جلساءه يهوي بها في النار أبعد من الثريا ) رواه أحمد،
عدم الترويع،خاصة ممن بأيديهم سلاح أو قطعة حديد،ليكون ذلك مدعاة إلى الترويع والتخويف ،
حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم ،فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل فأخذه ففزع ، فقال رسول الله عليه وسلم ( لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً ) رواه أبو داود
الاستهزاء والغمز واللمز،
بعض ضعاف النفوس،أهل الاستهزاء والغمز واللمز،قد يجدون شخصاً يكون لهم سُلماً للإضحاك،
وقد نهى الله عز وجل عن ذلك فقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) الحجرات
قال ابن كثير في تفسيره(المراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم والاستهزاء بهم ، وهذا حرام ،ويعد من صفات المنافقين )
والبعض يستهزأ بالخلقة أو بالمشية أو المركب ويُخشى على المستهزئ أن يجازيه الله عز وجل بسبب استهزائه
قال صلى الله عليه وسلم( لا تُظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك )رواه الترمذي
وحذر صلى الله عليه وسلم من السخرية والإيذاء،لأن ذلك طريق العداوة والبغضاء،
فقال( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره،التقوى ها هنا،ويشير إلى صدره ثلاث مرات،بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم
أن لا يكون المزاح كثيراً،فإن البعض يغلب عليهم هذا الأمر ويصبح ديدناً لهم ، وهذا عكس الجد الذي هو من سمات المؤمنين ،
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله، اتقوا المزاح ، فإنه حمقة تورث الضغينة،
قال الإمام النووي رحمه الله، المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه،فإنه يورث الضحك وقسوة القلب،ويشغل عن ذكر الله تعالى،ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء ، ويورث الأحقاد ، ويسقط المهابة والوقار،
معرفة مقدار الناس،فإن البعض يمزح مع الكل بدون اعتبار ، فللعالم حق ، وللكبير تقديره ، وللشيخ توقيره ، ولهذا يجب معرفة شخصية المقابل،
قال عمر بن عبد العزيز ( اتقوا المزاح ، فإنه يذهب المروءة )
وقال سعد بن أبي وقاص، اقتصر في مزاحك ، فإن الإفراط فيه يُذهب البهاء ، ويجرّئ عليك السفهاء،
قال صلى الله عليه وسلم ( لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب ) صحيح الجامع،
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( من كثر ضحكه قلت هيبته ، ومن مزح استُخف به ، ومن أكثر من شيء عُرف به )
فإياك إياك المزاح فإنه ، يجرئ عليك الطفل والدنس النذلا
ويُذهب ماء الوجه بعد بهائه،،ويورثه من بعد عزته ذلاً
ألا يكون فيه غيبة،
يزين لدى البعض أنه يحكي ويقال بطريقة المزاح ، وإلا فإنه داخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( ذكرك أخاك بما يكره )رواه مسلم
اختيار الأوقات المناسبة للمزاح ،
كأن تكون في رحلة برية ، أو في حفل سمر ، أو عند ملاقاة صديق ، تتبسط معه بنكتة لطيفة ، أو طرفة عجيبة ، أو مزحة خفيفة ، لتدخل المودة على قلبه والسرور على نفسه ، أو عندما تتأزم المشاكل الأسرية ويغضب أحد الزوجين ، فإن الممازحة الخفيفة تزيل الوحشة وتعيد المياه إلى مجاريها،
قال رجل لسفيان بن عيينة رحمه الله ، المزاح هجنة أي مستنكر، فأجابه قائلاً (بل هو سنة ، ولكن لمن يُحسنه ويضعه في موضعه)
قال صلى الله عليه وسلم ( لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً )
قال في فتح الباري ( المراد بالعلم هنا ما يتعلق بعظمة الله وانتقامه ممن يعصيه ، والأهوال التي تقع عند النزع والموت وفي القبر ويوم القيامة )
وعلى المسلم والمسلمة، أن ينزع إلى اختيار الرفقة الصالحة الجادة في حياتها ممن يعينون على قطع ساعات الدنيا والسير فيها إلى الله عز وجل بجد وثبات ، ممن يتأسون بالأخيار والصالحين ،
وسُئل ابن عمر رضي الله عنهما،هل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون،قال،نعم،والإيمان في قلوبهم مثل الجبال،
رواه البخاري،سئل إبراهيم النخعي،كان أصحاب رسول الله،صلى الله عليه وسلم،يضحكون،قال، نعم، والإيمان في قلوبهم أمثال الجبال الرواسي،
وقال بعض الحكماء،تجنب سوء المزاح ونكد الهزل، فإنهما بابان إذا فُتحا لم يغلقا إلا بعد غمّ،
وقال آخر، لكل شيء بذر، وبذر العداوة المزاح
جعلنا الله وإياكم ووالدينا من الآمنين يوم الفزع الأكبر،ممن ينادون في ذلك اليوم العظيم( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون،
اللهم آمين.