بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضل الوضوء قبل النوم
الوضوء لقد اهتمَّ الإسلام بكل تفاصيل حياة الإنسان وضَمِنَ له حياةً مُستقرّةً هادئةً،،فعندما يذهب الإنسان للنّوم يكون مُحمَّلاً بأعباء نفسيّةٍ لما يُواجهه طيلة يومه من صعوبات الحياة، وكل ما يمرَّ بالإنسان في يومه يتفاعل عند نومه، وقد يُسبّب له أحلاماً مُزعجةً أو يمنعه من الاستقرار في نومه،
لأجل ذلك جاء الهدي النبويّ ليأمرنا بتفريغ الشّحنات النفسيّة المُزعجة التي يتعرّض لها الإنسان قبل النّوم من خلال الوضوء والالتجاء إلى الله عزَّ وجلَّ، وذلك يُؤثّر إيجاباً على المسلم فينام نوماً هادئاً ويكون بحماية الله وحفظه، فينام قرير العين، هادئ البال، مُطمئنّاً آمناً،
أمّا من نام بلا طهارةٍ أو وضوء ، فإنه ينام وفكره مشغول وباله غير مُطمئن،
معنى الوضوء، أي الحُسن والنَّظافة،عرّفه الحنابلة بأنَّه استِعمَالُ مَاءٍ طَهُورٍ فِي الأَعضَاءِ الأَربَعَةِ،وَهِيَ الوَجهُ، وَاليَدَانِ، وَالرَّأسُ، وَالرِّجلَانِ،
حكم الوضوء قبل النّوم،أنَّ الوضوء قبل النّوم سُنّة،
بقول النبي عليه الصّلاة والسّلام(إذا أتيت مضجعك فتوضّأ وضوءك للصّلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن)لأنَّ الوضوء قبل النّوم مُستحبٌ،
ذُكر للوضوء قبل النّوم عدّة فوائد منها، الوضوء قبل النّوم يجلب النّشاط ويُعين على الاستيقاظ باكراً،
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال،قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل،اللهم أسلمت وجهي إليك،وفوضت أمري إليك،وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت،وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت، من ليلتك فأنت على الفطرة،واجعلهن آخر ما تقول)حتّى تنام وأنت على طهارة تامّة،لأنّه يجلُب لك النّشاط والاكتفاء بالقليل من النّوم،ويُعينك على الاستيقاظ في آخر اللّيل،وينفع القلب لخفّته عليه،
ثم أُدعُ الله وقل(اللهم أسلمت وجهي إليك) أي، أسلمت روحي عند نومي، وأودعتها أمانة لديك،
(وفوّضت أمري إليك) أي،توكّلت في جميع أموري عليك راجياً أن تكفيني وتحميني من كل سوء،
و(ألجأت ظهري إليك) أي، تحصّنت بجوارك، ولجأت إلى حفظك، فاحرسنِي بعينك التي لا تنام،
(رغبة ورهبة إليك) أي، فعلتُ ذلك كله طمعاً في رحمتك وخوفاً منك، فامنن عليّ برحمتك، وقِنِي عذابك،
(لا ملجأ ولا منجى منك إلاّ إليك) أي،فإنّه لا مفرّ منك إلاّ إليك، ولا ملاذ من عقوبتك إلاّ بالالتجاء إليك،
(آمنت بكتابك الذي أنزلت) وهو القرآن الكريم ،
(ونبيك الذي أرسلت) وهو محمد عليه الصّلاة والسّلام،
(فإن مِتَّ من ليلتك فأنت على الفطرة) أي،فإن متَّ في تلك اللّيلة التي نمت فيها على وضوء، ونمت على شقّك الأيمن، وتحصّنت فيها بهذا الذّكر فإنّك تموت على دين الإِسلام وسُنّة نبيه خير البشر،
عندما يبيت الشّخص على طهارة، يكون بعيداً عن تلاعب الشّيطان به أثناء نومه،
الوضوء قبل النّوم يجعل المُسلم مُستعداً للقاء الله،يُعد النّوم موتة صغرى، ولا يدري المرء متى يحين أجله، يقول الله تعالى(الله يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى)
فالنّوم يمكن أن يُطلَق عليه الموت لأنّ الرّوح تنقطع عن البدن، ولذا ينبغي أن يستعد الإنسان لذلك بالوضوء قبل النّوم،
الوضوء قبل النّوم مَجلبةٌ للاستغفار، فإنّ من بات طاهراً بات معه ملكٌ يستغفر له، قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام(من بات طاهراً بات في شعاره ملك، فلا يستيقظ إلا قال الملك،اللهم اغفر لعبدك فلان، فإنّه بات طاهراً)
هل تعلم أين تذهب روحك وانت نائم،عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال(الأرواح تعرج في منامها إلى السماء فتؤمر بالسجود عند العرش فمن كان طاهرا سجد عند العرش،ومن ليس بطاهر سجد بعيدا عن العرش)رواه البخاري،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من بات طاهراً بات في شعاره ملك،فلم يستيقظ إلا قال الملك،اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهراً)رواه الطبراني،
عن أبي الدرداء قال(إذا نام العبد على طهارة رفع روحه إلى العرش)رواه الترمذي،
إن النفس تعرج إلى الله تعالى،في منامها،فما كان طاهرًا سجد تحت العرش،وما كان غير طاهر تباعد في سجوده،وما كان جنبًا لم يؤذن لها في السجود،لذلك احرصوا على الوضوء قبل النوم حتى تظل ارواحكم عند عرش الرحمن،
كم هو رائع أن تشعر أن ذنوبك تسقط مع كل نقطة ماء من وضوءك،وخروج الخطايا مع ماء الوضوء،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال (إذا توضأ العبد المؤمن فتمضمض خرجت الخطايا من فيه وإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفار عينيه فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظفار يديه فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه قال ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة له )رواه مسلم،
وسبب لرفع الدرجات،
قال صلى الله عليه وسلم(ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات،قالوا،بلى يا رسول الله،قال،إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد،وانتظار الصلاة بعد
الصلاة،فذلكم الرباط، فذلكم الرباط )رواه مسلم،
والوضوء علامة تميز أمتنا،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء )متفق عليه،
وسبب لدخول الجنة،لحديث عقبة بن عامر رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من توضأ فاحسن الوضوء،ثم صلى ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه،وجبت له
الجنة)رواه مسلم،
والوضوء من علامات الإيمان،قال صلى الله عليه وسلم(سددوا وقاربوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولايحافظ على الوضوء إلا مؤمن) رواه ابن حبان،
عن عائشة رضي الله عنها قالت،كان يأمر العائن(الذي أصاب غيره بالعين ) فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد،يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد،فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة،فإن توضأ انحلت عقدة،فإن صلى انحلت عقدة،فأصبح نشيطاً طيب النفس،وإلا أصبح خبيث النفس كسلان )رواه البخارى،وصححه الألباني،
يا لها من صورة الشيطان ، وهو يتبول فى أذن المسلم وهو نائم عن أذان الفجر،فقد نجحت عقده،عقد الكسل عن الطاعة،عقد التثبيط،وعقد الوسوسة عن النشاط ،
الكسل الذى يمنع الإنسان للقيام إلى الصلاة والوقوف بين يد الخالق،وتلبية نداء الرحمن،ما أقبحها من صورة
اللهم اجعل الصلاة قرة أعيننا، وأعنا على أدائها على الوجه الذي يرضيك عنا، وارزقنا نعمة الخشوع التام فيها، واجعلها سكينة وطمأنينة لقلوبنا،
(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)اللهم اجعلنا من اهل الجنة.
،