اللهم إني أسالك الهدى والتقى والعفاف والغى
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى
هذا دعاء عظيم جامع، اشتمل على أربعة مطالب عظيمة وهي
الهداية والتقوى - والعفه -والغنى
قال الطِّيبِيُّ – رحمه الله –أَطْلَقَ الْهُدَى وَالتُّقَى لِيَتَنَاوَلَ كُلَّ مَا يَنْبَغِي أَنْ يُهْتَدَى إِلَيْهِ مِنْ أَمْرِ الْمَعَاشِ وَالْمَعَادِ وَمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، وَكُلِّ مَا يَجِبُ أَنْ يُتَّقَى مِنْهُ مِنْ الشِّرْكِ وَالْمَعَاصِي وَرَذَائِلِ الْأَخْلَاقِ، وَطَلَبُ الْعَفَافِ تَخْصِيصٌ بَعْدَ تَعْمِيمٍ.
وقال النووي – رحمه الله –أَمَّا -الْعَفَاف وَالْعِفَّة فَهُوَ - التَّنَزُّه عَمَّا يُبَاح، وَالْكَفّ عَنْهُ ، -وَالْغِنَى -هُنَا غِنَى النَّفْس، وَالِاسْتِغْنَاء عَنْ النَّاس، وَعَمَّا فِي أَيْدِيهم
و هذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها. وهو يتضمن سؤال خير الدين وخير الدنيا؛ فإن
الهدى- هو العلم النافع
والتقى- العمل الصالح، وترك ما نهى الله ورسوله عنه.
وبذلك يصلح الدِّين، فإن الدِّين
علوم نافعة، ومعارف صادقة. فهي الهدى.
وقيام بطاعة الله ورسوله فهو التقى
والعفاف -والغنى- يتضمن العفاف عن الخلق، وعدم تعليق القلب بهم. والغنى بالله وبرزقه، والقناعة بما فيه، وحصول ما يطمئن به القلب من الكفاية.
وبذلك تتم سعادة الحياة الدنيا، والراحة القلبية، وهي
الحياة الطيبة.
فمن رزق الهدى والتقى، والعفاف والغنى
نال السعادتين
وحصل له كل مطلوب
ونجا من كل مرهوب.
والله أعلم