بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إماطة الأذى عن الطريق
أن أعمال الخير تكون بالقلب واللسان والجوارح، فتوجد في القلب اعتقادًا، وفي اللسان نُطقًا، وفي الجوارح فِعلاً، والكف عن الشر يكون كذلك، فتعتقد تحريمه، وتُمسِك عن مقالك له، وتَكُف عنه جوارحك، بهذا يتكامل إسلامك،
قال صلى الله عليه وسلم(المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده)وبهذا الوصف يَحصُل الاستسلام التام والانقياد الكامل، فلا يَغِب عن ذهْنك هذا الوصف العظيم، تحظ بالخير الكثير، ويسعد بك مجتمعك الإسلامي، ويتكامل بناؤه،
وليكن امتناعك عن إيذاء المسلمين والإساءة إليهم بيدك أو لسانك محض الطاعة لله تعالى وللرسول صلى الله عليه وسلم، وبذلك تنال أجرَ الطائعين لربهم، الخائفين من عقابه وعذابه، فإن أنت تركتَ إيذاء المسلمين مخافةَ عقوبتهم أو هيبة من السلطة، سلِمت في هذه الدنيا ولم تجد في الآخرة ثواباً،
قال تعالى(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)الأحزاب،
ومن أذيتهم ما يُوضَع في طرقاتهم وأسواقهم مما يؤذيهم ويُدنِّس ثيابَهم وأقدامهم ونِعالهم، أو بما يجرح أبدانهم ويُعرِّضهم لما يؤلمهم، كالأحجار والأخشاب والزجاج والمسامير، أو بما يُضيِّق طرقاتهم كالتراب وحَفْر الحفر بلا ضرورة، أو لضرورة ويتساهل أصحابها في إزالتها أو بوضع حواجز للحماية منها،هذا يؤذي المؤمنين، ويُعتَبر من الإساءة إليهم،
قال صلى الله عليه وسلم(الإيمان بِضْع وسبعون شُعْبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)
وقال صلى الله عليه وسلم(عُرِضتْ عليَّ أعمال أمتي، حَسَنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يُماط عن الطريق، ووجدتُ في مساوئ أعمالها النخاعة تكون في المسجد)
نعرف أن الإسلام دين عبادة وعمل ونظافة واجتماع وتعاون، وبهذا أيضاً نعرف أنه يَحصُل الفرق بيننا وبين الكفار،بأننا نَعْمل للنظافة في أبداننا وأسواقنا عملاً إسلاميًّا يزيد دنيانا مرأى وجمالاً، ويزيدها قوة، ويكون لنا من الثواب في الآخرة على هذا العمل،
أما هم، فيعملون ذلك عملاً إنسانيًّا، فغايتهم صحة أبدانهم وتحسين ما تراه أعينهم،لأنهم لا يؤمنون بالآخرة، ولا بجنة ونار؛ لعدم إقرارهم بالإسلام،
قال تعالى( فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا،ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى)النجم،
وقال صلى الله عليه وسلم، في فضل مزيل الأذى عن الطريق، وأنه مُستحِق لشكر الله تعالى ومغفرته لذنوبه(بينما رجل يمشي في الطريق وجد غصن شجرة،أو غصن شوك،فأخَّره، فشكر الله له، فغفر له)
وعن أبي برزة رضي الله عنه قال، قلت،يا رسول الله، عِلِّمني شيئًا ينفعني، قال(اعزل الأذى عن طريق المسلمين)
وقال(رأيتُ رجلاً يتقلَّب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين) رواه مسلم،
في رواية أخرى(بينما رجل يمشي في الطريق وجد غصنَ شوك على الطريق فأخَّره، فشكر الله له، فغفر له)
وفي رواية أخرى(مرَّ رجل بغصن شجرة في ظهر الطريق،فقال،والله لأُنحينَّ هذا عن المسلمين؛ حتى لا يؤذيهم، فأُدخِل الجنَّة)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال صلى الله عليه وسلم(كل سُلامى من الناس عليه صدقة،كل يوم تَطلُع فيه الشمس،تَعدِل بين اثنين صدقة،وتُعين الرجل في دابته، فتحمله أو ترفع له عليها متاعه، صدقة،والكلمة الطيبة صدقة،وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة،وتُميط الأذى عن الطريق صدقة)رواه مسلم،
ومن رواية عائشة رضي الله عنها قالت،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(خلق الله ابن آدم على ستين وثلاثمائة مَفصِل، فمن ذكر الله، وحمِد الله، وهلَّل الله، وسبَّح الله، وعزل حجرًا عن طريق المسلمين، أو عزل شوكة، أو عزل عظمًا، أو أمَر بمعروف، أو نهى عن منكر، عدد الستين والثلاثمائة السلامى، أمسى من يومه وقد زحزح نفسه عن النار)
قول النبي صلى الله عليه وسلم( الإيمان بضع وسبعون،أو بضع وستون شعبة،فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)
وقوله صلى الله عليه وسلم(كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس، تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة)متفق عليه،
وقال، صلى الله عليه وسلم( تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة،وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة)رواه الترمذي،وصححه الألباني،
فقد اعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، إماطة الأذى عن الطريق من الإيمان بقوله(الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)
واحذروا أذى إخوانكم المسلمين، وتعاونوا فيما بينكم على إماطة الأذى عن الطريق، تفوزوا بجنات النعيم،
اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا عيبا إلا أصلحته، ولا حاجة لنا من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضى ولنا فيها صلاح إلا يسرتها وقضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين.
======
احذروا أذى إخوانكم المسلمين، وتعاونوا فيما بينكم على إماطة الأذى عن الطريق، تفوزوا بجنات النعيم.
قال تعالى(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)الأحزاب،