توقف الدوري.. لتصحيح الأخطاء وليس إجازة ترفيهية..!
توقف الدوري.. لتصحيح الأخطاء وليس إجازة ترفيهية..!
جريدة الراية3 أندية فقط يمكن أن تتأثر بالغيابات وأربعة أخرى بشكل محدود
جريدة الراية7 فرق صفوفها متكاملة ويمكن أن تجعلها مرحلة إعداد نموذجية
جريدة الرايةالإدارات مطالبة بمراقبة التدريبات وعدم السماح بأي تهاون أو استرخاء
توقف الدوري.. لتصحيح الأخطاء وليس إجازة ترفيهية..!
متابعة - صفاء العبد:
هي فرصة مهمة بالتأكيد، فالتوقف الحالي لدوري نجوم قطر لكرة القدم والذي يستمر حتى الأول من الشهر المقبل بسبب انشغال العنابي بالتصفيات المونديالية، يُعد بمثابة مرحلة إعداد أخرى جديدة بل ونموذجية للعديد من فرقنا التي عانت في الآونة الأخيرة من بعض الأخطاء الفنية مثلما عانت مما يشبه الإرهاق على مستوى بعض اللاعبين بسبب من القصور الواضح في الجانب البدني.
وعندما نقول إنها فرصة نموذجية فذلك لأن أغلب الفرق المعنية ستكون كاملة العدد في وحداتها التدريبية على اعتبار أن قائمة العنابي الحالية تضم لاعبين من سبعة فرق فقط من أصل فرق الدوري الـ"14" وبنسب متفاوتة بينما لم يكن هناك أي لاعب من الفرق السبعة الأخرى وهي أم صلال والسيلية والخريطيات والخور والشحانية ومعيذر والوكرة.. وفي الحقيقة فإنه حتى بين الأندية الأخرى كان هناك ثلاثة أندية سيفتقد كل منها للاعبين اثنين فقط وهي الجيش والغرافة والأهلي بينما يفتقد العربي للاعب واحد الأمر الذي يعني أنها لن تتأثر كثيراً بهذه الغيابات المحدودة على العكس من الأندية الثلاثة صاحبة الحصة الأكبر من اللاعبين الملتحقين بصفوف العنابي وهي لخويا (8 لاعبين) والسد (7 لاعبين) والريان (5 لاعبين).
ومن هنا نقول إن مدة التوقف هذه والتي تمتد لأكثر من ثلاثة أسابيع لابد أن تكون في غاية الأهمية بالنسبة إلى الأجهزة الفنية لـ"11" فريقاً من فرقنا الـ"14" حيث سيكون عليها استثمار هذه المدة بأفضل صورة من خلال معالجة ما عانته فرقها من أخطاء على المستوى الفني ومحاولة الارتقاء بلياقة اللاعبين وتجاوز ما حدث من تراجع في هذا الجاني إضافة إلى أنها بمثابة فرصة جيدة أيضاً لتأهيل بعض اللاعبين الذين يعانون من الإصابات وبالتالي تهيئتهم ليس فقط لما تبقى من عمر الدوري، رغم أهميته على صعيد الصراع الشرس هروباً من قاع الهبوط، وإنما أيضاً من أجل الاستعداد الأمثل لأغلى البطولات على كأس سمو الأمير والتي ستنطلق بعد انتهاء الدوري مباشرة حيث نأمل في أن تشهد نسخة هذا العام من البطولة نتائج تدخل في باب المفاجآت التي تمثل ملح بطولات الكؤوس والجانب الأجمل فيها في كل مكان.
بمعنى أن ما نأمله من مثل هذه الفرق هو أن لا تكون مجرد أرقام هامشية في هذه البطولة، كما حدث في أغلب النسخ السابقة، وإنما تكون أرقاماً مهمة تجعل منها أطرافاً منافسة فعلاً وقادرة على الإسهام في الارتقاء بالجانب التنافسي فيها إلى المستوى الذي يتفق مع طموحاتنا في أن لا ينحصر اللقب بين أربعة فرق أو أقل أيضاً.
نقول ذلك ونحن ندرك تماماً ماهية الفوائد التي يمكن أن تجنيها فرقنا من مدة التوقف هذه وذلك أمر يُدركه المُدربون بشكل أوسع بالتأكيد بعيداً عن أولئك الذين اعتادوا أن يجهّزوا تبريراتهم لإخفاقات فرقهم من خلال تعليقها على شماعة مثل هذه التوقفات وكأنهم في ذلك يقلبون الحقائق لأنهم الأدرى بالمنطق الذي يقول إن الأمر في كل الأحوال يتوقف على دور المدرب ومدى قدرته على استثمار مثل هذا الوقت ليجعله إيجابياً وليس سلبياً على مستوى استعدادات لاعبيه.
وفي الواقع فإن المؤشرات التي نلمسها حتى الآن لا تبدو مشجّعة بالنسبة إلى العديد من فرقنا.. فالواضح هو أن هناك من يتعامل مع هذا التوقف بطريقة سلبية كأن يلجأ خلاله إلى منح بعض لاعبيه إجازة للسفر أو أن يتعامل معه بطريقة تقليدية لا تختلف عن تعامله مع المدة التي تفصل بين مباراتين خلال منافسات الدوري أو أن يقلّص زمن الوحدات التدريبية وكأنه يجعلها وحدات ترفيهية ليس أكثر. بينما يقتضي المنطق أن يصار إلى العكس تماماً بحيث يسعى الجهاز الفني إلى تصعيد تلك التدريبات والعمل على خوض لقاءات تجريبية متعدّدة والتعامل مع هذه المدة على أنها معسكر إعداد يقتضي أعلى درجات الانضباط والتنفيذ السليم لكل التفاصيل التي يحتاجها الفريق فنياً وبدنياً.
فحتى لو كان هناك من يعتقد بأن القادم من عمر الدوري لم يعد مهماً بعد أن ضمن تواجده في المنطقة الدافئة خارج حدود منطقة الهبوط، فإن فرصته خلال هذا التوقف ستكون كبيرة لتصعيد استعدادات لاعبيه والارتقاء بإمكاناتهم إلى المستوى الذي يؤهلهم لطرق أبواب أغلى البطولات بكل قوة في محاولة البحث عن دور أكبر من ذاك الذي لعبه في الدوري خصوصاً أننا هنا نتحدّث عن مباريات كؤوس يمكن أن تحفل بمفاجآت غير متوقعة.. وحتى بالنسبة إلى تلك الفرق المهدّدة فعلاً بالهبوط فإنها قد تكون أمام رصة في غاية الأهمية لإثبات الوجود وتأكيد القدرة على التعويض من خلال ما يمكن أن تقدّمه من عروض خلال البطولة الأغلى هذه.
نقول، إن مدة التوقف هذه ينبغي أن تستثمر بأفضل صورة وتلك هي مسؤولية الأجهزة الفنية بالتأكيد مثلما هي أيضاً مسؤولية إدارات الأندية التي ينبغي أن تراقب عمل مدربيها جيداً وأن لا تسمح بأي تهاون أو استرخاء في مثل هذا الوقت الذي يحتاج إلى تسخير كل الإمكانات، إن لم يكن من أجل التمسّك بأمل البقاء في دوري الكبار بالنسبة إلى بعض الفرق أو تعزيز التواجد قريباً من مربع الكبار بالنسبة إلى أخرى، فمن أجل التهيؤ بكل قوة لاقتحام أغلى البطولات بالصورة المثلى بعيداً عن تلك الأخطاء التي سبق وأن تسبّبت في التراجع على مستوى منافسات بطولة الدوري لهذا العام.